بعد صمت طويل ...بن علي يكشف اسرار وخفايا الإطاحة به ومن هي الأطراف التي قتلت المحتجين في تونس
الاربعاء 11 يناير 2017 الساعة 09:15
اقراء ايضاً :
id="cke_pastebin">  بعد صمت دام ست سنوات، منذ الإطاحة به كأول زعيم عربي من الرئاسة في أحداث الربيع العربي سنة 2011 وجّه الرئيس التونسي المعزول زين العابدين بن علي، رسالة إلى الشعب التونسي تحدث فيها عما وصفه ب”المؤامرة التي حيكت ضده لإسقاطه”.
واتهم بن علي حزب النهضة التونسي بإدارة عمليات القنص التي تعرّض لها المحتجون الذين ملأوا ميادين وشوارع تونس احتجاجاً على مقتل "بو عزيزي"، قبل أن تتفجر المطالب بعد ذلك الى إسقاط النظام.
الرسالة نشرها موقع “بلادي” السعودي ونسبت إلى زين العابدين بنعلي جاءت على النحو التالي:
بسم الله الرحمن الرحيم،
أيها المواطنون أيتها المواطنات لقد بدأ التآمر على تونس وعلى شعبها منذ سنوات طويلة وتحددت ملامحه بعد أن رفضت إعطاء القاعدة العسكرية ببنزرت للولايات المتحدة الأمريكية سنة 2007 كما رفضت تضييق الخناق على ليبيا عن طريق الحصار، تلت ذلك زيارة كنداليزا رايس إلى تونس سنة 2008 حيث اقترحت أن تحتضن تونس مركزا لحقوق الإنسان تشرف عليه أمريكا بتعلة تعليم الشباب مفاهيم وقواعد حقوق الإنسان فكان ردي هو التالي:
لما لا تفتحون هذا المركز في إسرائي؟ كان الرد صادما لها لدرجة أنها غادرت القصر وقامت بإلغاء حضورها في مأدبة الغذاء التي كانت على شرفها، كما أنها ألغت بقاءها في تونس وغادرتها في نفس اليوم. كانت هذه لمحة عن بوادر المؤامرة التي رسمها الأمريكان ونفذها عملاؤهم في تونس.
إتصلت بنا بعد ذلك أجهزة إستعلامات صديقة لتعلمنا أن هناك مخططا يهدف إلى قلب نظام الحكم في تونس واتصلت بنا أكثر من مرة لتنبيهنا من ذلك، كما نبهتنا أسبوعا واحدا قبل أن يحرق البوعزيزي نفسه وفي كل مرة كنت أجتمع بالسرياطي لبحث الأمر وكان رده في كل مرة أنها معلومات مغلوطة وأن الأمور تحت السيطرة.
توجهت صبيحة 14 جانفي 2011 إلى المطار قصد مرافقة زوجتي وابني لإرسالهم إلى العمرة بعدما اختلطت الأمور في تونس، وكنت أنوي الرجوع إلى القصر عندما تفاجأت بالسرياطي وهو يخبرني بأن هناك خطرا على حياتي لو بقيت في تونس، وكان هذا المشهد على بعد أمتار من زوجتي وإبني، وعندما ترددت أراد طمأنتي بإبلاغي أنه بمجرد أن تهدأ الأمور يمكنني العودة، فما كان مني إلا أن غادرت البلاد.
تبين فيما بعد بالمكشوف أنه شريك في المؤامرة وتوصلت إنطلاقا من مصادري الخاصة وإتصالاتي مع الدول والحكومات الصديقة أن الذين دبروا الإنقلاب كانت عصابة متكونة من رشيد عمار، علي السرياطي وأخيرا كمال مرجان الذي كان من المفروض أن يتم تنصيبه كرئيس للجمهورية بعد ذلك..
القناصة هم حجر الأساس لبث الفتنة والبلبلة والإنقسام ودماء الأبرياء كانت ذريعة لدفع الشعب للتمرد ضد النظام، حيث تبين أنهم مرتزقة يعملون تحت إشراف المخابرات الأمريكية وبقيادة رشيد عمار، وكانت فرقة الموت التي تنشط إلى حد اليوم في تونس متكونة من عدد من أبناء حركة النهضة أشرف على تكوينهم رشيد عمار وعدد آخر من المرتزقة من بلد مجاور، وأخيرا عدد من المرتزقة الأجانب الذين أشرفت دولة قطر على تمويلهم وجلبهم إلي تونس من دول يوغوسلافيا السابقة وعلى رأسها البوسنة.
بعد وصول التفاصيل والمعلومات التي تأكّد تورط حركة النهضة في الإنقلاب وبثبوت تورط عدد من شبابها في القنص بعد أن دربهم وسلحهم رشيد عمار عادت بي الذاكرة بعيدا إلى الوراء وبالتحديد إلى حادثة خروج حمادي الجبالي من السجن بعد أن قضى عقوبته حيث اتصل بنا وقتها السفير الأمريكي بتونس وعبر لنا عن رغبته في زيارة حمادي الجبالي في بيته وهو ما وقع فعلا، ورغم أن ذلك أثار لدينا العديد من الشكوك والتساؤلات إلى أننا لم نكن نعتقد أبدا أن العلاقات والإتصالات بين قيادات النهضة والمخابرات الأمريكية وصلت إلى هذه الدرجة من العمق.
أكثر نقطة مفضوحة ومكشوفة في هذه المآمرة وفي هذا الإنقلاب هي أن أغلب الأبرياء الذين تم قنصهم وقتلهم سقطوا عندما كنت موجودا في المملكة العربية السعودية، فهل تساءل أحدكم عن مصدر أوامر إطلاق النار؟ وهل تساءل أحدكم عن مصير عدد من القناصة الذين ألقي القبض عليهم متلبسين؟..
تواصلت المسرحية بجلب أموال طائلة من البنك المركزي تحت إشراف مصطفى كمال النابلي ثم تصويرها في القصر علي أساس أنها لي ليصدق الشعب كل ما رواه الخونة.
بعد نجاح المسرحية خرج العديد وعلى رأسهم قيادات حركة النهضة لإلصاق جميع أنواع التهم وللتشويه والمزايدة  لعب دور الضحية، ولم يعترف منهم أحد أنني أنقذت حياتهم وذلك بعدم تنفيذ حكم الإعدام على 16 قيادي منهم راشد الغنوشي والذي كان مقررا أن يكون صبيحة يوم 8 نوفمبر 1987 أي يوما واحدا بعد أن أمسكت بزمام الأمور في تونس، وكل هذا رغم إصرار الزعيم بورقيبة على إعدامهم حتى بعد تنحيته من الحكم..
لن أطيل عليكم،
اليوم تونس أصبحت مرتعا للعصابات الإجرامية وللمخابرات الأجنبية تتحكم فيها المخابرات الأمريكية كما تشاء، وقد وقع مؤخرا إمضاء وثيقة إقامة القاعدة العسكرية الأمريكية بتونس، وتم إمضاؤها من قِبل راشد الغنوشي والباجي قايد السبسي، والمستقبل سيثبت لكم ذلك وسيثبت لكم حجم الخيانة والإنبطاح الذي تعيشه تونس اليوم..
للحديث بقية.