نصائح للحد من شقاوة الأطفال أثناء الزيارات
الجمعة 16 مايو 2014 الساعة 22:09
اقراء ايضاً :
> اليمن السعيد - متابعات
 
تشعر سوسن محمود، الأم لـ4 أطفال بالإحراج الشديد من اصطحاب أبنائها أثناء زياراتها للأقارب، فرغم وعودهم لها في كل مرة، بالالتزام بـ«الوصايا العشر»،
 كما وصفتها، إلا أنها تتبخر حين يصلون مكان الزيارة، تقول سوسن: «يجتمع أطفالي وأقرانهم ويلعبون حولنا فيقومون بافتعال المشاكل، والصراع على الألعاب، وإحداث تخريب في ترتيب البيت»، وتضيف: «أغلب الوقت لا أشعر بالراحة، بل أقضيه في فض الاشتباك بين الصغار»، وتجد سوسن في التلويح بمغادرة المكان وإنهاء الزيارة، وسيلة لعقاب أطفالها، فيهدأون بعض الوقت ثم يواصلون إزعاجهم، وكثيراً ما تضطر إلى اختصار الزيارة، والعودة إلى البيت لتبدأ في عتابهم وعقابهم، والتهديد بعدم اصطحابهم مرة أخرى.
ما يهوّن على سوسن أن أطفال أصدقائها يفعلون نفس الشيء لدى زيارتهم لبيتها بصحبة أمهاتهم، الأمر ذاته يتكرر مع الكثيرات من السيدات أثناء زياراتهن للأقارب أو للأصدقاء.
 
أسباب تزيد من شقاوة الأطفال
الدكتور أسامة حمدان أبو حمدونة، أستاذ صحة نفسية مساعد في جامعة الأزهر بغزة حيث قال:
- أسلوب تعامل الأسرة مع الأطفال ينعكس على سلوكياتهم خارج الأسرة. فيُسْقِط الأطفال تصوراتهم عن أسرتهم على أسر الآخرين، بمعنى أنه عندما يشعر الطفل بأن أسرته تتقبل الحركة والنشاط والشقاوة، يعمم هذا الإحساس على البيئات الأخرى، لدرجة يشعر وكأنه في بيته.
- كلما تعاملت الأسرة بطريقة سَوِيّة مع الطفل بنى لديه القدرة في التحكم في سلوكياته.
- يُعَبِر الطفل بالشقاوة عن حالة عدم الاستقرار النفسي التي يعيشها، وهذا مرتبط بالأجواء الأسرية التي نشأ فيها الطفل، فإن كانت مشحونة بالمشاكل والتوتر كانت مؤشراً قوياً على عدم استقراره النفسي.
- التمييز بين الأبناء داخل الأسرة الواحدة، أو بين الابن الذكر والابنة الأنثى يمكن أن يدفع الأطفال للشقاوة، والى القيام بسلوكيات عدوانية.
- هناك شقاوة أطفال منظمة لها حضور جميل ومُحَبَب ومقبول لدى الأسرة، تُعَبِر عن قدرات الطفل العقلية، وقدرته على إدارة نفسه وإدارة البيئة من حوله.
- يمكن أن تتحول الشقاوة إلى مرض نفسي، ويُعَبِر عنها بحركة غير منتظمة، غير هادفة لا يوجد فيها تناسق حسي، قد تؤدي إلى العدوانية أو التخريب، وهي دلالات للدخول في مرحلة مرضية يجب التعامل معها بطريقة علاجية.
 
نصائح للحد من شقاوة الأطفال أثناء زيارات الأصدقاء والعائلة
- أبعدي وعالجي الأسباب المؤدية إلى الشقاوة الزائدة عند طفلك من خلال أساليب المعاملة والعلاقات داخل الأسرة.
- ادعمي الصحة النفسية للطفل، وذلك عبر تعزيز ثقته بنفسه، وهي بوابة استقراره النفسي.
- اقتربي من طفلك وتفهمي شخصيته ودوافعه، هذا من شأنه أن يؤدي إلى تعامل سوي وصحيح للطفل؛ يدعم صحته النفسية ويعزز ذاته.
- وزعي حبك واهتمامك ورعايتك لأطفالك بالتساوي، لا تميزي بينهم، فشقاوة الأطفال قد تكون رسالة الطفل للفت انتباه الوالدين، بأن هناك انتباهاً ناقصاً لديه بحاجة إلى رعاية واهتمام.
- ابتعدي عن أساليب العقاب البدني والتوبيخ أمام الأصدقاء وأثناء الزيارة؛ لأن فيها تشويهاً لشخصية الطفل وإحراجه أمام أقرانه، وهو ما يزيد من تعقيد المشكلة لديه.
- العقاب ليس حلاً يحمل معاني كبيرة لدى الأطفال، ويوصل رسائل بطريقة غير مباشرة بأن الأم لا تحب طفلها. هذه الرسائل السلبية تضعف ثقته في نفسه.
- الجئي في تربية طفلك إلى الطرق الإيجابية القائمة على التعزيز، فمثلاً قولي له: لو تجلس هادئاً أثناء الزيارة فسأعطيك مكافأة عندما نعود للبيت. 
- لو فشلتِ في تحقيق هذا التعزيز، فاستخدمي طرقاً علمية للعقاب كأن تقولي له: اتفقنا أن لا تفتعل المشاكل أثناء الزيارة. احرميه وقتها من البرنامج التلفزيوني الذي يحبه لمدة يومين مثلاً، أو مرافقتك في الزيارة مرة أخرى.