صورة للقرضاوي مع زعيم الجماعة المتهمة بتفجيرات سريلانكا
الخميس 25 ابريل 2019 الساعة 11:26

رغم إعلان تنظيم داعش مسؤوليته عن سلسلة تفجيرات استهدفت 3 كنائس و3 فنادق في سريلانكا بالتزامن مع احتفالات عيد الفصح، وراح ضحيتها 359 قتيلا، لتكون بذلك أكثر الهجمات دموية خلال السنوات العشر الماضية منذ تفجيرات بومباي في الهند، إلا أن الحقيقة المؤكدة أن التنظيم ليس مسؤولاً عنها بعد أن تم الإعلان عن منفذها الحقيقي وهو زهران هاشم.

السلطات السريلانكية أشارت بأصابع الاتهام إلى جماعة التوحيد الوطنية التي يترأسها زهران هاشم، ووفق ما ذكر مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية فإن تنظيم داعش سعى إلى تبني الهجمات، وذلك من خلال إصدار "مرئي" يظهر فيه مبايعة زهران هاشم ومجموعة من الملثمين للبغدادي، مضيفاً أن الفيديو لا يظهر تاريخ المبايعة التي تمت، إلا أنه أظهر وجه زهران هاشم مكشوفًا، في حين أن الآخرين لم يظهروا مكشوفي الوجه، في دلالة على انكشاف تورط زهران بشكل مباشر في الهجمات.

اقراء ايضاً :

وقالت إفتاء مصر إن تبني داعش للهجمات جاء مغايرًا للاستراتيجية التي يتبعها التنظيم خلال السنوات الماضية والمتعلقة بسرعة الاستجابة الإعلامية مع الهجمات المنفذة والإعلان السريع وشبه المرافق للعمليات، وهو ما يؤكد أن تورط التنظيم في العمليات "طرح ضعيف"، وأن التفجيرات تمت من أطراف بعيدة عن قيادة التنظيم ودون تخطيط مسبق معها.

وذكرت أن إظهار داعش لفيديو المبايعة هدفه الترويج للتنظيم بعد إعلان خسارته في سوريا وللإيحاء أنه ما زال قادرًا على تنفيذ عمليات دامية.

من هي جماعة التوحيد الوطنية التي خرج منها زهران هاشم ورفاقه؟

يقول ماهر فرغلي الخبير في شؤون الحركات الإرهابية لـ"العربية.نت" إن الجماعة تنتمي للسلفية الجهادية، وانقسمت لفريقين الأول هو جماعة التوحيد الوطنية الإسلامية وهذا الفريق معاد للبوذية، وله رأي واضح في ضرورة تحطيم التماثيل، والتقى قياداتها مؤخرا بيوسف القرضاوي مفتي جماعة الإخوان في قطر ورئيس الاتحاد العام لعلماء المسلمين، فيما يسمي الفريق الآخر باسم جماعة التوحيد وهم الأكثر تشددا وتطرفا ولديهم معتقدات راسخة باللجوء للعنف لتغيير المفاهيم بالقوة وتشبه في خطها الفكري والبنيوي تنظيم القاعدة.

ويضيف أن المعلومات المتاحة عن هذه الجماعة شحيحة نظرا لظروف عملها السري، واختارت سريلانكا مسرحا لعملياتها في محاولة للانطلاق منها لنشر الأفكار الجهادية، مستغلة المشكلات السياسية والعرقية بشبه القارة الهندية وجنوب آسيا باعتبار أن ذلك يشكل بيئة خصبة لانتشار أفكارها واحتضان عناصرها والسعي من خلال تلك العمليات لإظهار نفسها كبديل لداعش والقاعدة.

ويقول إن اللجوء لعمليات إرهابية بهذا الحجم الكبير، يعني أن الجماعة تضم عناصر انتحارية وقتالية كبيرة، وتقدم نفسها كجماعة إرهابية كبيرة بما يتيح لها الحصول على موارد مالية من القوى والجهات التي تدعم مثل تلك الجماعات بعد انحسار داعش والقاعدة والحركات الانفصالية في شبه القارة الهندية وجنوب آسيا.