ما سرّ انتشار إشارة "رابعة" في دول العالم؟
السبت 2 فبراير 2019 الساعة 05:30
اقراء ايضاً :
نتشر شعار الأصابع الأربعة، الذي بات يعرف باسم "رابعة" منذ العام 2013، بعد رفعه في مصر، ليرفعه بعدها مسؤولون وشعوب من دول مختلفة، ليحمل معانيَ سياسية وأخرى تضامنية أو تعبيراً عن فكرة معينة.
 
ويتمثل هذا الشعار برفع أصابع اليد الأربعة؛ الخنصر، والبنصر، والوسطى، والسبابة، مع طي الإبهام في باطن الكف. وقد صار يرفع في العديد من البلدان، وفي كل مرة كان يُرفع فيها كان يحمل أكثر من معنى، فيطرح التساؤل حينها عن معناه في هذا الموقف.
 
وكان آخر مرة رفع فيها بعد فوز المنتخب القطري في مباراته، الثلاثاء الماضي، ضد نظيره الإماراتي، في نصف نهائي كأس أمم آسيا 2019 لكرة القدم، برباعية نظيفة، ما دفع اللاعبين والمشجعين إلى رفع هذا الشعار، والذي يشير إلى الأهداف الأربعة. 
 
كما قال ناشطون إنها ترمز إلى الدول الأربعة (السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر)، التي حاصرت قطر دبلوماسياً واقتصادياً منذ يونيو 2017 بحجة دعمها للإرهاب، وهو ما نفته الدوحة جملة وتفصيلاً وبينت أن هذه الدول تحاول المساس بسيادتها.
 
وتجلّت "عالمية" الشارة في أكثر من مناسبة ومقام، ولوّح بها الرئيس رجب طيب أردوغان، في خطابه الجماهيري لمستقبليه من الشعب التركي بمطار "أتاتورك" الدولي، في مدينة إسطنبول، ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد منتصف يوليو 2016. 
 
وقال أردوغان حينها: "تذكروا شعارنا شعار رابعة: أمة واحدة، علم واحد، وطن واحد، دولة واحدة"، وهو يمثل الدولة التركية التي تقوم على 4 دعائم، كما وضعه على مكتبه لاحقاً.
 
ومن بعد ذلك خرج الأتراك في الشوارع تلبية لدعوته، رافعين الشارة ذاتها، ليس تضامناً مع ضحايا رابعة العدوية في مصر وحسب، وإنما للتعبير عن رفضهم لمحاولة الانقلاب في بلادهم.
 
ومع بداية ظهور هذه الإشارة اختلفت الروايات حول مدلولها، إلا أنه أصبح هناك شبه اتفاق على أن تلك الشارة أضحت أيقونة عالمية للتعبير عن "رفض الانقلابات" على الأنظمة الديمقراطية، وفق ما بينت وكالة "الأناضول" التركية، في تقرير سابق لها.
 
وأشارت الوكالة إلى أن الشارة ظهرت عقب سقوط مئات القتلى إثر فض الجيش والشرطة المصرية اعتصامين لأنصار محمد مرسي (أول رئيس مدني منتخب في البلاد)، في ميداني "رابعة العدوية" شرق القاهرة و"نهضة مصر" غرب العاصمة؛ في 14 أغسطس 2013.
 
وبعد ذلك دأبت المظاهرات التي ينظمها مؤيدو مرسي في مصر وفي مختلف دول العالم، على رفع الشارة، لتصبح رمزاً لـ"رفض الانقلاب، وللتضامن مع شرعية مرسي"، وفق ما أوضحت الوكالة.
 
وبعد ذلك انضمت هذه الشارة إلى الشارات الرمزية العالمية التي ابتكرتها توجهات إنسانية مختلفة في ظروف وأوقات متباينة، منذ بداية القرن الماضي (العشرين)، وأشهرها شارة "النصر" الشهيرة التي يُرمز لها بالحرف (V) باللاتينية، باستخدام الإصبعين الوسطى والسبابة، وشارة "القبضة"، المعبرة عن القوة في مواجهة الأنظمة المستبدة.
 
وفي فبراير من العام 2014، رفع عضو المجلس الرئاسي البوسني بكر علي عزت بيغوفيتش شارة "رابعة".
 
وفي نفس الشهر من ذاك العام رفعها المستشار السياسي للرئيس السنغالي السيد علي الدين، وذلك تضامناً مع أنصار "مرسي".
 
كما رفعها فلسطينيون في وجه قوات الاحتلال الإسرائيلي، لتبدأ بسرد قصة الشعوب المناهضة لسلطات تتنكر لحقوقها.
 
ورفعت هذه الشارة أيضاً تأييداً للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بعد الانقلاب الذي حدث ضده مؤخراً، إذ نشرت صحف مؤيدة له تصاميم وهو يرفع إشارة رابعة.