صحيفة أمريكية تكشف بالاسم عن الحلفاء (الخونة) الذين تخلوا عن السعودية وقت الشدة .. وماذا قصد ’’بن سلمان‘‘ بـ العدو والصديق؟
السبت 3 نوفمبر 2018 الساعة 16:17

انعقد دافوس الصحراء، لكن وجهين من وجوه بن سلمان المألوفة غابا عن هذا العرس السعودي المهم لابن سلمان ولتعزيز حضوره الاقليمي والدولي. فلماذا غاب بن زايد والسيسي عن حضور المؤتمر؟ تأويلات كثيرة خرجت تفسر غياب الرجلين وربما كان لإشادة بن سلمان بالاقتصاد القطري قبل ذكر الامارات رسالة قصد بها تحذير ابوظبي من محاولة النأي بالنفس عن جريمة بن سلمان وورطته.

صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية كشفت أن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي رفض حضور مؤتمر الاستثمار السعودي الذي أقيم مؤخرا بالرياض، وسط مقاطعة من سياسيين غربيين ورؤساء شركات عالمية بعد مقتل الصحفي "جمال خاشقجي". وذكرت الصحيفة أن الحلفاء الإقليميين للسعودية عبروا عن وقوفهم بجانب المملكة، واحتشدوا فى المؤتمر المعروف إعلاميا بـ "دافوس في الصحراء" وسط وقوع الرياض تحت ضغط غضب دولي عارم على خلفية مقتل "خاشقجي" داخل قنصلية بلاده بإسطنبول.

اقراء ايضاً :

وأضافت أن المؤتمر شهد حضور ملك الأردن عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان وكلاهما متلقيان للمساعدات السعودية. غير أن الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي"، أحد أقرب الشركاء العرب للرياض، تمت دعوته لحضور المؤتمر، ولكنه لم يحضر. وذكرت "وول ستريت جورنال" أن المتحدث باسم "السيسي" لم يرد على طلب الصحيفة للتعليق على المعلومة. ويرى مراقبون ان ملف السيسي في انتهاكات حقوق الانسان متخم بالجرائم ضد الصحفيين والمدنيين والناشطين ولا ينقصه الظهور العلني بجوار بن سلمان الملطخة يده بالدماء وربما لهذا السبب آثر الابتعاد عن هذا المشهد الدموي الذي يدرك عواقبه جيدا حيث مر بمواقف مشابهة في أزمة الناشط الايطالي روجيني واختفاء العديد من الصحفيين المصريين والناشطين سواء خلف القضبان أو في حالات اختفاء قسري عديدة.

غياب متعمد المعارض السعودي سعد الفقيه يفسر عدم حضور بن زايد لمؤتمر دافوس بتأكيده انه يبدو متعمدا، مضيفا ان الامارات لم تكن تعلم ان جريمة اغتيال خاشقجي ستتم بهذا الشكل من استدراج له وإحضار 15 شخصا ليتولوا قتله وتقطيعه ونقله واخفاءه. وقال إن الاماراتيين أكثر حذرا ولو علموا لحذروا محمد بن سلمان من ذلك لأنهم لا يريدون ان يخسروا نفوذ بن سلمان، فمحمد بن زايد يعلم أن انهيار محمد بن سلمان انهيار له والعكس غير صحيح، فلو انهار بن زايد لا يطيح بن سلمان بما للأخير من قوة ودولة كبيرة ونفط وحرمين ونفوذ إقليمي ونفوذ عالمي، صحيح أن الامارات فيها نفط وثروات لكن لايمكن ان يكون لها نفوذ إلا بدعم من السعودية، ولذلك فان بن زايد لو كان يعلم لمنع محمد بن سلمان والآن هم فعلا في ورطة فلا يريدون ان يعلنوا انهم مع الموقف السعودي بشكل مندفع وجاملوا السعودية بموقف عام في بداية الازمة لكنهم بعد اعتراف السعودية بارتكاب الجريمة باتوا حذرين من المبالغة في دعم الموقف السعودي وهم يعرفون انه بعد حادثة مقتل خاشقجي لا أمل لابن سلمان في الحكم ولا لأخيه خالد، فيرتبون امورهم بحذر خوفا من عاقبة الدعم المطلق دوليا وداخل الاسرة المالكة السعودية التي ستحاسبهم على مواقفهم ودعمهم لابن سلمان فيما بعد. معادلة إقليمية جديدة شهاب المكاحلة مدير مركز ابحاث استراتيجي توقف امام غياب ابوظبي عن المؤتمر مستعرضا كلمات بن سلمان وهل تعمد اغاظة دبي وابوظبي باشادته باقتصاد قطر قبل ان يذكر الامارات؟ ويؤكد المكاحلة انه لا يمكن فصل السياسة عن الاقتصاد، فبعد مقتل خاشقجي والاعلان السعودي المتأخر عن الاعتراف بالجريمة والحضور الضعيف في دافوس كل هذا مرتبط بالجريمة. أما الاعلان عن أن قطر قوية فهي اشارة ضمنية لرغبة استعادة قطر تمهيدا للاتحاد الاستراتيجي الذي أعلن عنه ترامب والكلمة لم تأت مجاملة أو مغازلة لكنها سياسة الباب الموارب. المخابرات كانت تعلم الطريقة التي نفذت بها المخابرات السعودية العملية كانت في غاية الغرابة لأجهزة المخابرات العالمية خاصة البريطانية والامريكية التي رصدت اتصالات خلية الاغتيال وتحركاتها وحذرت السعودية من القيام بها، ولكن كما أكدت صحيفة اكسبرس البريطانية، فان السعودية لم تصغ الى نصيحة لندن، ولذلك فهي لم تكن لتصغي الى نصيحة ابوظبي أو القاهرة اللتين تدركان جيدا حجم الجريمة ومضاعفاتها وتداعياتها على السعودية وليس فقط على بن سلمان الذي يبدو أنه كان يقصد السيسي وبن زايد ايضا وليس فقط الأوروبيين عندما قال انه بات يعرف عدوه من صديقه.