خطير جدا.. فتيات يمنيات في الشوارع حتى وقت متأخر من الليل "روايات وتفاصيل تكشف ماذا يحدث؟"
الاربعاء 12 سبتمبر 2018 الساعة 02:10

بدأت ظاهرة تواجد فتيات يتسولن بالشوارع الى منتصف الليل تتنامى في ظل ما تشهده البلاد من أوضاع متفاقمة الانهيار..

ما ان تمر بسيارتك ليلا في الشارع الرئيسي بحي حدة وسط صنعاء أو شارعي تعز وخولان تفاجئ في كل حي فتيات بقوام جميل يتسولن السائقين على الخطوط..

اقراء ايضاً :

 في كل مدينة يمنية تنتشر الفتيات المتسولات، تقول احدى فتيات التسول انها من ضمن الطوابير الجديدة التي التحقت بصفوف المتسولات بالشوارع والاسواق..

فلا يكاد يخلو شارع أو جولة مرور أو سوق أو جامع إلا ورأينا فيها مجاميع من النساء وبمختلف الفئات العمرية تسأل المارين والراجلين والراكبين وعبر جملة من الأساليب المختلفة..

 

تسول وتحرش

فتيات كثر أجبرن على امتهان التسول لتوفير مصروف عجز عن توفيره زوج فقد وظيفته واخلاقه معا فالفقر إن طوق الاسر الكريمة أفسدها..

"رباب" في شارع خولان جنوب صنعاء، أجبرها شقيقها على التسول بعد أن فقد ذراعه اليمنى في احدى الجبهات وهو العائل الوحيد للأسرة بعد وفاة والده..

خلال حديثها تقول رباب بعينين غارقتا بالدموع: افعل ذلك ارضاء اخي وتوفير لقمة العيش وأحيانا اجبر على اشياء امقتها كالسماح بتحرش بعض السائقين لقاء 500 ريال..

لكن " ايمان" حكايتها اكثر بؤسا وألما فقد خضعت للتسول بالإكراه من زوجها.. ابنة الـ29 ربيعاً، أم لأربعة أطفال تفترش أرصفة الشوارع كل يوم لتتسول وتعطي زوجها في نهاية اليوم ما يحتاجه من مال لينفقه غالباً على شراء القات والتدخين.

حتى وإن كانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشرة بعد منتصف الليل، فمن البديهي أن لا تجد إيمان في منزلها؛ لأنها لم تكمل جمع الـ5000 ريال التي اشترطها زوجها عليها يومياً.

 

الأكل مقابل التسول

تعود إيمان إلى سكنها، في وقت متأخر من الليل، بعد رحلة تسول مضنية تجوب بها شوارع العاصمة صنعاء، ولقلة وعيها وإدراكها بأن ما تتعرض له عنف، وإلا كانت لجأت إلى الجهات المختصة وأبلغت عن زوجها.

 

مقطوعة من شجرة

تقول إيمان لـ"نيوز يمن": "بدأت القصة مع بداية الحرب عندما كان زوجي يعمل سائق دينا مع إحدى الشركات وتم إيقاف العمل فيها.. جاء زوجي إلى المنزل وأمسك يدي بالقوة قائلاً بالحرف: (هيا اخرجي اطلبي الله على بطنك منتيش أحسن من النسوان اللي في الشوارع)".

وتواصل: "ولأني مقطوعة من شجرة وليس لديّ أهل، فقد قام زوجي بضربي ضرباً مبرحاً عند رفضي وهددني: (ما تخرجي تشحتي أو أخليك بغير أكل) لم أبالِ ساعتها بما يقول، والتزمت الصمت تحت حجة أنه غاضب ثم تساءلت: هل لي فعلاً أن أتسول وأمد يدي إلى العالم؟".

وتكمل إيمان: "لم أنسَ تلك الليلة حتى الآن، فقد قمت جائعة للمطبخ بعد منتصف الليل، فإذا بزوجي يمسك بيدي بعنف ويمنع عني الأكل والشرب، لأني رفضت أن أتسول.. لم أستطع أن استحمل أكثر من يومين، وجدت نفسي تائهة في الشوارع أبحث عن ملذات زوجي ومصروفه الخاص الذي لا يقل عن 5000 يومياً.

 

إحصائيات مفزعة

تشكل الأمية النسائية في اليمن حوالي 65% وتعتبر هي النسبة الأكبر بين الدول العربية، بحسب تقارير دولية أصدرتها الأمم المتحدة.

في المقابل يشكل الجهل وقلة معرفة النساء بحقوقهن مقابل واجباتهن سبباً من عدة أسباب تتيح للزوج ممارسة العنف ضد المرأة، بما فيه إجبارها على الخروج لامتهان التسول في الشوارع.

ويلحظ أن نسبة النساء المتسولات في الشوارع تزيد يوماً عن يوم دون الوقوف وراء السبب بشكل جاد، ومع أن الوضع الاقتصادي في اليمن أدى إلى خروج عدد كبير من الأسر المتعففة إلى الشوارع، لكن تظل ظاهرة تسول المرأة هي الملفتة للانتباه.

 

تسول بالإكراه

تقول رضية المسوري، وهي مسؤولة الدعم النفسي في اتحاد نساء اليمن، لـ"نيوزيمن"، إن "النساء والفتيات في اليمن يتعرضن إلى عنف مباشر وغير مباشر خصوصًا في ظل أوضاع الحرب، حيث يجبر بعضهن إلى تأدية أعمال غير لائقة بها ومن ضمنها إرغامهن على التسول".

وتضيف المسوري، "إن هذا الإجبار قد يؤثر على كيانها الإنساني وإنسانيتها المقتولة، وقد تظهر لديها بعض الاضطرابات النفسية تؤدي إلى انفصام بالشخصية".

وتشدد على ضرورة تفادي وصولهن إلى هذه المرحلة من خلال احتواء هذه الفئة – دراسة حالاتهن التي تعرضت للعنف القائم على النوع الاجتماعي – إدارة حالاتهن وتقديم الخدمات – تمكينهن اقتصادياً في مجالات الحياة.

وعن تعريف العنف القائم على النوع الاجتماعي تقول الاستشارية في مجال العنف القائم على النوع الاجتماعي سهى باشرين، إن "تربية البنات غالباً تدور حول الطاعة وخدمتهم وعدم التطاول عليهم، ومع الوقت نجد أن أسلوب التربية هذا يجعل من النساء متقبلات لأي سلوك فيه قمع لحقوقهن سواءً في الحياة أو التعليم أو العمل أو حتى في ممارسة حقوقهن الشخصية.

 

تزايد معدلات تسول الفتيات

ومن أحد أبرز الانتهاكات التي خلفها الانقلاب على الفتاة اليمنية هو تزايد معدلات التسول في شوارع المدن اليمنية بشكل كبير، خلافا لما كان عليه الوضع قبل اندلاع الحرب.

 ويضطر بعض أولياء الأمور للدفع بفتياتهم إلى شوارع العاصمة صنعاء وعدد من المدن الرئيسية للتسول ومساعدة أسرتها في البقاء على قيد الحياة وتوفير لقمة العيش.

 ووفقا لمصادر حقوقية، فقد تزايدت معدلات تسول الفتيات بنسبة 80% خلال السنوات الثلاث الأخيرة، حيث تتخذ عشرات الفتيات من دوّارات الشوارع وأمام مواقف المرور، مواقع رئيسية للتسول.

وكما تلجأ عشرات الفتيات إلى بيع المياه المعدنية ومسح زجاجات السيارة؛ من أجل مساعدة أسرهن على توفير الوجبات الرئيسية.