صحيفة لندنية : وضع الرئيس هادي تحت الإقامة الجبرية .. وهذا ما حدث مع قائد الشرطة يوم أمس (تفاصيل)
الخميس 26 يوليو 2018 الساعة 00:42

قالت صحيفة "القدس العربي" إن الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي يواجه تحديات مصيرية في العاصمة المؤقتة عدن، تؤثر على بقائه واستقرار حكومته فيها، بالإضافة إلى تأثيرها على معركة الحديدة ضد الانقلابيين الحوثيين، وذلك إثر الخلاف الذي تصاعد بشكل مفاجئ بين هادي وأبوظبي بعد الإعلان عن مصالحة استمرت لأسابيع محدودة بينهما. 

ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية مقربة من الحكومة قولها : إن «الأزمة تتجه للانفجار بين أبوظبي والرئيس اليمني، إثر بلوغها مرحلة متقدمة يصعب السكوت عليها، حيث تحاول أبوظبي السيطرة على كل مفاصل الإدارة العسكرية والأمنية في اليمن، التي هي من خصوصيات الحكومة اليمنية ومن السلطة السيادية لليمن».

اقراء ايضاً :

 

وأوضحت أن «الصلح أو المصالحة التي قامت بها أبوظبي مطلع الشهر الماضي مع هادي، وعاد بموجبها إلى عدن بعد إقامة طويلة في العاصمة السعودية الرياض، كانت على ما يبدو فخا لاستدراجه للعودة إلى عدن لتحقيق هدفين الأول شرعنة التحركات الإماراتية لتحرير مدينة الحديدة من الانقلابيين الحوثيين، والثاني طمأنة هادي وإقناعه بالعودة إلى عدن وضرورة عودته وحكومته، وهو ما تم بالفعل خلال الأسابيع الأخيرة».

وذكرت أنه «بمجرد عودة هادي إلى عدن وعودة الحكومة اليمنية إليها بدأت اللعبة الإماراتية تتكشف وبدأت أبوظبي بممارسة ضعوطها على الرئيس هادي وعلى حكومته بشكل أسوأ بكثير مما كانت عليه عندما كان هادي في السعودية، مستغلة الهيمنة الأمنية والعسكرية على عدن عبر أدواتها وأذرعها المحلية».
وقالت المصادر «أصبح الرئيس هادي يعيش حالة من الإقامة الجبرية في مربع ضيق بقصر معاشيق في مدينة عدن، حيث لا يستطيع مغادرته لأي منطقة في عدن، كما أن أياً من أعضاء حكومته لا يستطيع التحرك الا بعد إذن مسبق من قيادة القوات الإماراتية بعدن، والتي تمثل التحالف العربي الذي تقوده السعودية لدعم الحكومة الشرعية في اليمن».

وأشارت إلى أن «هادي أصبح فاقدا للقرار، حيث وقع في المصيدة الإماراتية، فلا هو بالذي يستطيع الإفلات من ضغوطات أبوظبي ولا هو بالقادر على مغادرة البلاد، بالعودة للسعودية، واحتمال أن التصرف الإماراتي جاء أيضا بتنسيق مع الرياض لتحقيق مصالح مشتركة».

ويرى الكثير من اليمنيين أن الرئيس هادي أصبح حاليا «معتقل في سجن 5 نجوم» في إشارة إلى قصر معاشيق، الذي لا يتجاوز مساحته مساحة أصغر بيت لأحد مواطني الإمارات، في حين أن القصر الجمهوري في عدن، تحت سيطرة إحدى الفصائل المدعومة من الإمارات والتي لم تسمح للرئيس هادي من الاقتراب منه، كما ان خطوط التواصل الخاصة بالرئيس هادي وأعضاء حكومته مرتبطة بقيادة القوات الإماراتية في عدن وتتحكم بها على مزاجها. 

وتحوّلت مدينة عدن إلى جحيم منذ تصاعد الأزمة بين أبوظبي والحكومة اليمنية الأسبوع الماضي، والتي ظهرت معالمها عبر تصعيد حالات الاغتيالات بشكل شبه يومي ضد كل من يخالف السياسات الإماراتية في عدن، والتلويح للرئيس هادي وأعضاء حكومته بذات المصير في حال رفضوا الانصياع للتوجهات الإماراتية.

وكل يوم يفجع سكان عدن بأخبار الاغتيالات التي أصبح كل واحد فيها يشعر أنه قد يكون الهدف المقبل لموجتها التي لم تستثن أحدا، سواء كان سياسيا، أو موظفا عاديا، قياديا عسكريا أو جنديا، خطيبا مؤثرا أو حتى ناشطا في وسائل التواصل الاجتماعي. 

 

وآخر حادثة أمنية في هذا الإطار انفجار عبوة ناسفة يوم أمس زرعت بالقرب من نقطة أمنية في منطقة أبوحربة بالقرب من فندق القصر في مدينة عدن، قُتل فيها 4 أشخاص بينهم متسولة وسائق دراجة نارية كانا متواجدين بالقرب من النقطة الأمنية، بالإضافة إلى إصابة عدد آخر، في حين نجا الإعلامي العدني مازن الشعبي من محاولة اغتيال، مساء أمس الأول، الذي تعرضت سيارته لوابل من الرصاص الحي وارتطمت جراء ذلك بسيارة معاكسة أثناء مرورها في منطقة إنماء بطريق البريقة. 

 

وذكر مصدر عسكري لـ(القدس العربي) أن قائد الشرطة العسكرية في الحكومة اليمنية اللواء ناصر النوبة تعرض أمس لإهانة غير مسبوقة من قيادة التحالف العربي بعدن التي تديرها القوات الإماراتية، والذي اضطر إثرها إلى مغادرة مقر قيادة قوات التحالف دون مقابلة المسئولين فيه.

وأوضح أن «قيادة الحالف العربي بعدن استدعت قائد الشرطة العسكرية بعدن للحضور إلى مقرها لاجتماع طارئ، وعند وصوله إلى مقرها تم تجريده في البوابة الخارجية من كافة حراسته الشخصيين، ثم بعد ذلك تم تجريده من سيارته وتعرض لأربع نقاط وفي داخل المقر تعرض لإهانات عديدة ومنها محاولة تجريده أيضا من ملابسه للتفتيش وهو ما جعله ينفجر من هذا الوضع ويعلن رفض مقابلة قيادة التحالف ويخرج من مقرها بدون إجراء ذلك اللقاء».

 

وقرأ سياسيون هذه الحالة بأنها رسالة للرئيس هادي وأعضاء حكومته بأن مصيرهم مرهون بالقرار الإماراتي وأنهم ربما يصلون إلى ما وصل اليه الوضع العام في مدينة عدن، من إهانات وتهديدات ومصير مجهول.