ملف الشرعية اليمنية السياسي يتهاوى والدبلوماسية تشهد إنكسار غير متوقع ...تفاصيل
الأحد 22 يوليو 2018 الساعة 20:59

يشهد الملف السياسي للشرعية اليمنية منذ اسابيع تصدع وانهيار غير مسبوق وحالة غير مستقرة حتث ان الملف السياسي أصبح غير واضح المعالم وحدوث فجوة بين الشرعية اليمنية والامم المتحدة حتى ان الأمر تحول الى عدائي وتحول السياسة للشرعيه وانحرافها عن مسارها. 

 

اقراء ايضاً :

حيت اتخدت تصريحات مسؤلي الشرعية تجاه دور الأمم المتحدة منحى عدائي ، بعد ان كانت في غاية المرونه والتوافق والايجابية خلال السنوات الماضية منذ بدء الحرب حيث تمكنت الدبلوماسية اليمنية في ما مضى من حشد الدعم الدولي والحفاظ على الاجماع الدولي حول الملف اليمني  بخطىء مدروسة وجهود حشدت العالم ضد الانقلاب في سياسه مرنه بعيده عن التشنج والاستعجال والاتهام والعداء، وخلقت علاقات إيجابية مع دول العالم ومبعوثي الامم المتحدة الى اليمن طوال السنوات واستطاعت ان تفرض على الحوثيين عزلة دولية محكمه يبدو ان عراها بدأت تتفكك وتنحل وتحدث أختراقات كبيرة يظهر ذلك جلياً من خلال متابعة عدد الوفود الدبلوماسية التي تزور صنعاء تباعاً .

 

كما شن وزير الخارجية خالد اليماني هجوم  على الامم المتحدة  والمنظمات الدولية والمبعوث الأممي ،وكذا الانفتاح العالمي على الحوثيين ، الهجوم يساعد الحوثيين كثيرا فقد وجه الفرنسيين دعوة للحوثيين لحضور موتمر في باريس ، وهذا يعد مؤشراً خطيراً على حجم الاختراق الذي انجزه الحوثيين في العلاقات مع القوى الدولية  نتيجة انفلات الملف السياسي  .

 

 أوساط دبلوماسية حذرت من أزمة بين الدول الراعية  والامم المتحدة من جهة والحكومة الشرعية من جهة اخرى في ظل التوجه السياسي للشرعية المتشنج الذي يقوده اليماني ، آخرها اتهام مسئولين بالامم المتحدة بتهريب سياسيون عبر مطار صنعاء.

 

مخاوف تبديها الأوساط الدبلوماسية  من قرار أممي قد ينسف كل الجهود الذي بذلت في ما مضى لخلق علاقات جيده مع المجتمع الدولي بعد الخطاب المتشدد الذي يقوده اليماني  .

 

 شهور مضت من استلام اليماني لحقيبة الخارجية، لكن نرى الحوثيين استعادوا انفسهم وزيارات سفراء الى صنعاء والدعوات لهم ، يعد الامر الذي يجعل من الحوثيين مستقبلا يتحركون بمساحة اوسع وغطاء دولي بقوى فاعلة في مجلس الامن في مقابل تأكل الاسناد والدعم للحكومة اليمنية .

 

 بات جلياً انه لم يتم التعامل مع معطيات المرحلة بموضوعية وعقلانية تمنع وصول الملف السياسي الى الهاوية بل تم  الاتجاه بخطاب عدائي واضح تجاه الامم المتحدة من خلال استخدام صحف حكومية مصطلحات غير قويمه تأخذ وجهتها من مهندس الدبلوماسية الجديد الذي لايعرف سوى الهجوم دون ادراك للعواقب التي قد تترتب علي سوء العلاقه مع الامم المتحدة .

 

 حيث شنت صحيفة26 سبتمبر الحكومية الصادرة من مأرب هجوما قويا بإلفاظ غير لائقة ومصطلحات غير معهودة على المبعوث الاممي تعكس التخبط السياسي من خلال الهجوم الشديد في عنوان بارز، (مبعوث الامم المتحدة هو الأقبح) وكذا انه شخص غير قويم .

 

تقرير في صحيفة حكومية يعكس السياسه الهشة للشرعية ،  واذا كانت تقبل ذلك فهذا يعد أمر خطير ، والتهور والعداء سيهدم ما بنته الدبلوماسية اليمنية لسنوات ،جعلت العلاقات متينة مع الامم المتحدة وكل بلدان العالم .

 

شواهد تثبت ان السياسة اليمنية تغيرت كثيرا وتراجعت وقد يكون الهجوم على المبعوث الاممي نوع من الخوف الكبير من قرار قادم ، لإنها فشلت في تداركه والحفاظ على الوضع القانوني والمستوى الجيد من العلاقات وتحاول ان تعمل شيئا فلجئت الى الهجوم بطريقة غير مدركة للعواقب .

 

الرئيس هادي حاول تدارك الامر و مكن بن دغر من الملف السياسي من خلال ترأس لجنة للقاء مع المبعوث الأممي والجلوس معه لنقاش عدد من المسائل ، وهو ما يؤكد بل يكشف ان هادي يعترف من خلال هذا التكليف انه وقع في الخطىء ، لكن تنبأ هادي بعد فوات الأوان ، هو نادم ولايقول انه نادم  لكن تكليف بن دغر في مهمة كهذه كان بالإمكان ان يقوم بها وزير الخارجية الحالي اليماني يؤكد ان الملف السياسي تبعثر ويتهاوى ، ويسعى هادي لترميم ما يمكن ترميمه عن طريق بن دغر فعل يستطيع بن دغر اصلاح ما تم افساده في الملف السياسي في ظل استمرار الخطاب المتشنج من قيادة الدبلوماسية اليمنية ؟!!.

 

يقول سياسيون ان الدبلوماسية اليمنية الى قبل اشهر كانت قد تمكنت من جعل صوت الشرعية قويا وحاصرت الانقلابيين سياسيا واكبر دليل على ذلك ان الحوثيين عاشوا  بعزلة دولية و حشدت العالم ضدهم .

قد تستخدم الامم المتحدة ضغط جديد عندما ترى فجوة وضعف اداء ، فما يلوح بالأفق ان قرارات جديدة قد تحدث وتقضي على حلم الشرعية، اهتزت الشرعية سياسيا وتخبط في المواقف والأدلة والشواهد تدل على ذلك و اتاحت فرصة للإنقضاض والالتفاف من الامم المتحدة بعد عجز سياسي  واداء الصحف الحكومية الذي يتجه للهجوم يكشف الخطاب الغير عاقل والخوف من القادم ، فالملف تغير كليا ، فبدلا من حشد الدعم الدولي خلق  عداء مع الأمم المتحدة والدول الراعية .

 

دعوة فرنسا للحوثيين وزيارة وفد رفيع من فرنسا وبقاء سفيرة الاتحاد الاروبي في صنعاء وزيارة مبعوث خاص سويدي عدها سياسيون رصاصة وجهت الى صدر الدبلوماسية اليمنية وقتلت كل حلم وأمل، وما كان ذلك ليحدث لولاء ادراك القوى الدولية وخصوصا الاوربية ان ضعفاً وخللاً في ادارة الملف السياسي في الشرعية فاستغلوه سعياً وراء تحقيق مصالحهم في ظل عدم قدرة الدبلوماسية اليمنية عن الاجابة عن تسأولات القوى الدولية وإزالة مخاوفها في الوقت الذي يسعى الحوثي لارسال التطمينات مرة تلو اخرى للقوى الدولية بما قد يجعله يوما ما مقبولا منها اكثر من الشرعية .

 

في الوقت الراهن و من خلال المتابعة نجد اداء الشرعية باهت ، وقلاعها تتهاوى. 

والملف السياسي في مهب الريح وهناك مخاوف من هدم ما تم بناءه سابقا واتخاذ قرارات قد تكون خطرا على الشرعية .

 

وأخيرا هل يستطيع الرئيس هادي ان يصلح ما يتم افساده وان يلافى الوضع ويتجنب المخاطر الكبيرة التي تتهدد الشرعية ؟ وهل هناك سبيلا لذلك ؟!!