لماذا قررت الصين الانخراط سياسياً في الشرق الأوسط بعدما كانت معتمدة فقط في خططها على الاقتصاد؟
الثلاثاء 17 يوليو 2018 الساعة 22:55

فتح تعهّد الرئيس الصيني شي جين بينغ، يوم الثلاثاء 10 أبريل/نيسان، بتقديم قروض ومساعدات إنسانية بقيمة 23 مليار دولار لدول عربية، تساؤلات بشأن الأهداف السياسية أو الاقتصادية لها. شي قال أمام مؤتمر شارك به ممثلو 22 دولة عربية، في العاصمة الصينية بكين، إن القروض ستخصص لـ»مشاريع ستوفر فرص عمل جيدة وسيكون لها تأثير اجتماعي إيجابي في دول عربية  لديها حاجات لإعادة الإعمار». محللون سياسيون فسّروا هذا التعهد بضخ المليارات بأنه خطوة تهدف لزيادة وتعزيز النفوذ الصيني في المنطقة. مصلحة صينية في هذا السياق، قال ألطاي أطلي، وهو محاضر في جامعة كوتش بإسطنبول، إن «مصلحة الصين تتمثل في دعم دول الشرق الأوسط، التي تشهد تقلبات مستمرة بسبب الحروب والإرهاب». وأضاف أطلي أن «الصين تنتج نصف احتياجاتها من النفط والغاز، ومع ذلك، فإن الطلب أكثر من اللازم». 
مسؤولون عرب بجوار الرئيس الصيني
لذلك، تشتري الصين نصف احتياجاتها من النفط والغاز من الشرق الأوسط، ومن هنا تبذل جهوداً من أجل أن تكون لها كلمة في مجريات الأحداث بالمنطقة».

وأشار إلى أن الصين كانت تركز في الماضي فقط على الجوانب الاقتصادية في سياستها تجاه الشرق الأوسط، «لكن تغيرت الأمور بعد الربيع العربي عام 2011، حيث وجدت الصين نفسها معزولة عن المنطقة من حيث الاقتصاد.

اقراء ايضاً :

وأضاف: «الصين تواصل مساعداتها واستثماراتها للمنطقة خلال فترة تشهد تقلبات اقتصادية هناك.. وبينما تفعل ذلك، فإنها ترغب في الانضمام إلى عملية التأثير السياسي، من خلال إبداء الرأي في السياسة والاقتصاد بالشرق الأوسط، والذي سيعاد تشكيله مرة أخرى».

الحزام والطريق

وزاد المحاضر التركي: «الصين لم ترسل قوات أو مقاتلات إلى المنطقة، رغم أنها تفكر بنفس طريقة روسيا.. تريد الصين الحفاظ على وجودها في نطاق مشروع الحزام والطريق، فهي تستخدم الوجود الاقتصادي بدلاً من التدخل العسكري».

وأطلق الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة «الحزام والطريق»، وتسمى أيضاً «طريق الحرير» عام 2013، وانخرط فيها إلى اليوم أكثر من 100 بلد ومنظمة دولية وإقليمية. وتهدف المبادرة إلى دعم الاستثمارات والشراكة والتعاون في مختلف المجالات بين الشرق والغرب، في إطار مقاربة تقوم على تبادل المصالح المشتركة. وتتطلع الصین من خلال المشروع إلى إشراك 65 دولة تحصي 5.4 ملیار نسمة (70% من سكان العالم)، وتستأثر بـ55% من الناتج الخام في العالم. الشرق الأوسط غطت الصحافة الصينية المؤتمر المشار إليه أعلاه بشكل موسّع، حيث رأى بعض الخبراء أن تعهدات الصين بتقديم قروض لدول بالمنطقة «قد تعزز دور بكين». كما أشار الخبراء الصينيون إلى أنه يجب النظر إلى هذه الخطوة على أنها طبيعية بالنظر إلى أن الصين بها مسلمون يبلغ عددهم 20 مليون نسمة.