لم تدخل الحرب حتى الآن.. قبيلة يمنية قادرة على مسح الحوثيين من الوجود
الثلاثاء 17 يوليو 2018 الساعة 04:12


امتلك "علي عبدالله صالح" الرئيس اليمني الراحل الذي قتله الحوثيون في ديسمبر/كانون الأول الماضي، الكثير من الأسلحة الثقيلة معظمها استولت عليه الجماعة لكن مخازن عديدة نقلها "صالح" إلى مخابئ جديدة لدى حلفاءه.

يركز هذا التقرير على "السلاح الثقيل" الذي كان بيّد القوات الموالية لـ"صالح" وما هو مصيره، ولماذا يملك الحوثيون علاقة متوترة مع "قبيلة خولان الطيال"؟!

اقراء ايضاً :

يتحدث في هذا التقرير ثلاثة من القادة العسكريين بينهم -أيضاً-قيادي في "حزب المؤتمر"، وهم من الموالين لـ"صالح" والمتواجدين في مديرية "خولان الطيال"-على بُعد 20كم من صنعاء- بعيداً عن الحوثيين، إضافة إلى "شيخ قبلي" ومسؤول في دائرة التوجيه المعنوي التابعة للجيش والخاضعة لسيطرة الحوثيين.

وظلت قبائل خولان بعيداً عن الصراع ولم تنحاز لا إلى الحوثيين أو الحكومة المعترف بها دولياً. وقال شيخ قبلي لـ"يمن مونيتور"، لا يوجد توجيه من زعماء ووجهاء القبيلة بالانحياز لأي طرف، وكل موقف من أبناء القبيلة هي مواقف فردية سواء تلك التي تقاتل مع الحوثيين أو مع الحكومة اليمنية.

ووصف الشيخ القبلي ذلك بـ"الحياد الكبير"، مضيفاً حتى الآن: "لا توجد دولة ومن الصعب الانحياز لأطراف معينة"، معترفاً أن معظم أفراد ووجهاء القبيلة كانوا موالية لـ"صالح"، لافتاً إلى أن الفترة الماضية كان هناك انقسام بين من يوالون الجنرال "علي محسن الأحمر" (نائب الرئيس اليمني) وبين "صالح"، ومع ذلك زعماء القبيلة فضلوا عدم إهدار دم أبنائها في معارك غير معروفة النهاية.

في أغسطس/آب 2017 استفز الحوثيون أكثر من مرة قوات "صالح" وحراسته الأمنية في الجزء الجنوبي من مدينة صنعاء، وقام "علي عبدالله صالح" خلال تلك التوترات بخطوات متسارعة من أجل بناء مرحلة جديدة من التوتر الذي استمر طوال العلاقة بين الحليفين، ووجه أوامره بنقل الأسلحة الثقيلة إلى حلفاءه من زعماء القبائل.

المزيد..

(تحقيق) قبائل صنعاء "فقاسة الرجال" كيف اختفت قبل مقتل "صالح"؟!

 

أوامر النقل

وقال أحد القادة العسكريين والقيادي في الحزب: أصدر الرئيس السابق توجيهاته بسحب أسلحة ثقيلة ونقلها من مخازن الحرس ومخازن ماكانت موجودة في ممتلكات صالح إلى حليفه القبلي الشيخ محمد بن علي الغادر شيخ مشايخ قبائل خولان تخوفاً من وقوع كل السلاح بأيدي جماعة الحوثي في حال حصلت مواجهات مسلحة واستنزاف في داخل المدينة ونقلها إلى الأطراف الجنوبية.

واتفقت المصادر التي تحدثت لـ"يمن مونيتور": أن جماعة الحوثي أرسلت طلباً لشيخ مشائخ قبائل خولان عبر وفد للتفاوض بشأن تسليم الأسلحة بعد مقتل "صالح" وفق توجيهات من زعيم الحوثيين "عبدالملك الحوثي"، لكنه رفض.

وقالت المصادر إن رد الشيخ الغادر "السلاح ملك الدولة وعندما تأتي دولة سيتم تسليم السلاح لها، خولان لم تدخل حتى الآن في الصراع مع أي طرف فلا داعي لاستفزاز القبيلة سيكون حاسم".

ولم يتمكن "يمن مونيتور" من الوصول إلى مكتب "الغادر" أو مكتب "عبدالملك الحوثي" للحصول على تعليق. كما أن المصادر تحدثت شريطة عدم الكشف عن هويتها.

 لكن قيادياً حوثياً تحدث لـ"يمن مونيتور" بأن الجماعة تتعامل بطريقة مخالفة مع القبائل على مناطق حدودية لجبهات القتال بـ"الكثير من الصبر ولا تريد إشعال فتيل نزاع معها". مضيفاً أن القبائل تملك الكثير من السلاح ولولا مقتل "صالح" لكانت استباحت صنعاء وتم إنهاء الجماعة من الوجود.

 

مخاوف الحوثيين

وقبائل خولان حدودية مع محافظة مأرب، وتمثل منطقة "صرواح" نقطة اشتباك عنيفة على حدود مديرية "خولان الطيال"، وما يخشى الحوثيون حدوثه هو انقلاب قبائل خولان على الجماعة إذ أن القوات ستكون جنوب أمانة العاصمة تماماً، وستقطع أي خطوط أمداد لوسطها من محافظتي ذمار والبيضاء.

وقال مسؤول في التوجيه المعنوي في صنعاء لـ"يمن مونيتور": إن مديرية خولان الطيال تمتلك 80 ألف مقاتل مجهزين بأسلحتهم قادرين على خوض المعارك، حسب إحصائيات ومعلومات الدائرة التي أعمل فيها.

وأضاف: مديرية خولان حتى هذه اللحظة لم تشهد أي صراع مسلح ولم تتجرأ جماعة الحوثي على الاقتراب منها أو استفزازها لإدراكها بخطورة الوضع وفتح جبهة قتال ستستهدف الحوثيين تماماً.

ويقوم رجال "الغادر" بتأمين الخط الرابط بين صنعاء ومأرب، ويسيطر الرجال على معظم النقاط داخل مديرية "خولان الطيال".

الحوثيون من جانبهم ينشرون قواتهم على مشارف المديرية، وتمنع الشاحنات من الدخول إلى جانب منع المنظَّمات الإنسانية من الوصول إليها، حيث تعيش المديرية أوضاعاً صعبة، حسب سكان تحدثوا لمراسل "يمن مونيتور" في مناطق القبيلة.

الأكثر زيارة