2018/08/04
  • واقع مزدحم بالفوضى 
  •  

    كل يوم يطل علينا نسلك فيه طريق التفاؤل ، وهو ماتبقى لنا من أمل للترويج على النفس من واقع الحياة المزدحم بالفوضى التي تتوسع وتأخذ مشارب عدة، كلما سعدنا بالهدوء أتت غيمة اغتيالات وتفجيرات تزرع الخوف فينا مجددا ، وهي اقبح انواع الفوضى التي لم تبارح مطارحنا كما يقولون.

    أشعر ان القيم تعرضت لنكسة او إنكسار ، فالحرب اللعينة دمرت كل شيء حتى ماتبقى من القيم ، نجد ان النفس أصبحت رخيصة وازهاقها لايعني شيء ، وتجد القتل خارج اطار جبهات الصراع مع المليشيا الحوثية حاضر بشكل يومي،  فلا تمر ساعة الا وتسمع عن حادث قتل غدرا او عن طريق الخطأ او تفجير عبوة ناسفة ، في المحافظات المحررة .

     

    اخبار تبعث على الأسى عندما تسمعها فلان قتل علان وغدر بفلان اخبار يقشعر لها البدن ، والتفرج مستمر لها دون المعالجات ومعرفة الاسباب ،  لانعرف اين دور أجهزة الامن والجيش التي تتقاضى مليارات الريالات ؟، وهل غياب مبداء الثواب والعقاب ساعد على تفشي ذلك؟ .

     مواجع يومية جعلت كل معاني السعادة تتبخر والكارثة انها تضاف الى مصائب جديدة، جعلت البلد ممزق و مطحون يعيش سكانه الويلات ، انتهاكات اجتماعية وجسميه واقتصادية جعلت واقع البلد مؤبد بالفوضى مسكون بالأحزان 

    .

    فوضى القتل بدم بارد لمن يحملون السلاح بمجرد ان هناك فراغ ولا تجد احد يلاحقك في منطق تفكيرهم ، ربما ضعف الأجهزة الأمنية و توقف مؤسسات القضاء ساعد على انتشار القتل ، سيل من المشكلات المتشابكة لاتعرف من يقف ورائها هل الثأر ام مخطط لإغراق المناطق بالعنف والثأرات لتمرير مخطط ماء ، ويخلو الجو لجهات لها مصلحة في ذلك ، لتشغل الناس بفوضى القتل حتى لا يتابعها أحد.

     

    المحزن انك لا تجد مكان للعقلاء في هذه المرحلة، وجماعات الطيش والملثمين هم من يحددون مصير الجميع ، على طريقتهم تسير الأمور والا فمن يقف في طريقهم فاليكتب نفسه في عدد الضحايا ، هذا هو الواقع ، الرصاص اصبحت هي كل شيء والقيم تم كنسها من قاموسهم ، كل ذلك نتيجة الإبتعاد عن الله والحق وخدمة  لمصالح البشر ، من الغارقين في الشر والذين لامكان للخوف من الله في حياتهم ، جعلوا البلاد يسودها الخوف والرعب من ممارساتهم.

     

    لكن الله سيفضح من يسعون في الإرض فساداً ولن يتركهم يعبثون بأرواح وحياة البشر ، وسيجعلهم عبره ،ويمّكن رجال الخير من إدارة البلاد .

     
    تم طباعة هذه المقالة من موقع اليمن السعيد www.yemensaeed.com - رابط المقالة: : http://yemensaeed.com/art16396.html