2018/02/06
  • تباً لمناطقية وعنصرية السياسيين والأحزاب
  •  وسط كوم من النسيان ضعنا , وفي بحر الإقصاء والتهميش تهنأ , في واقع تغير فيه كل شيء النخب السياسية وقيادات الأحزاب , وأصبح حال الجميع بفعل السياسة الخطأ والتناقض بين الشعارات وواقعهم كبير, كغريق يحاول التعلق بقشة لينجو .

    فالمتابع للمشهد في اليمن يجد المناطقية والعنصرية حاضرة بقوة , كل ذلك بفعل ممارسات القوى السياسية التي صدرت تلك الثقافة , لأنها أصبحت مهزومة مع نفسها ولا تتعامل سوى مع المحيط العائلي والقبلي والجغرافيا , حتى انها صنعت فجوة بينها وبين الشارع  ,وهذا نوع من الفشل  مما جعل الشعب يتمرد عليها , فهي تنتقد تلك الممارسات فيما هي تمارسها وتتصور ان الشعب غافل عن ذلك .

    وهذا الذي جعلها تتناسى وتتجاهل بنضال الأخرين وتتاجر بهمومهم ومعاناتهم ومآسيهم لنفعها الشخصي ,كان لدينا أيمان ان تكون المنقذ عندما كانت تنادي بالعدالة الاجتماعية والمساواة والكرامة , وتناهض الظلم , لكن ذلك تغير تماماً واصبح في قاموسها منسي لكن في احلامنا تبقى هواجس لا تفارقنا وتجعلنا نهتف في كل حلم يحي العدل , لنجدها في الصباح سوى احلام وتبددت , ليتضح انها كانت مجرد شعارات وصولية فقط , ما كنا نشكو منه بالأمس يحضرنا اليوم وبشكل فضيع , وبقفز على كل القيم الوطنية , يرمون الأخرين بالعنصرية والطائفية وتدمير البلد , فيما هم يهدمون كل الاخلاق الفاضلة لبناء الدولة , ولم يعد لهم من الاحزاب الا الاسماء والبيانات وبعضاً من الورق , بعد ان وصلوا الى مبتغاهم فضحتهم المواقف المناطقية داخل تلك الاحزاب ويستخدموها تلك القيادات كعاقل حارة أو شيخ قبلي لجماعته , وترمي بكل اللوائح والابجديات خلفها .

    اعماهم الدولار وأصبح وطن , فبنظرهم المال في الغربة وطن ,فقد دفنوا كل القيم والعدالة و أصبح الاستثمار نصب أعينهم ولم يعد الوطن وما يعانيه يعنيهم , حتى وان بروز في الحديث عنه ومعاناته فما هو سوى تزلف فقط .

    ما نشهده اليوم من تغير وانحرف عن المسار الوطني , وجعل الوطن وخيارته من نفط وغاز ومواني وموارد اخرى تذهب الى جهات تستثره والمواطن مسحوق لا يفكر الا بما يسد بطون ابنائه الخاوية , فحالتهم أصبحت أشد ألماص وحزناً ولم يعد يلتفت لهم أحد موظف بدون راتب منذ عام وأخر بدون عمل , ومستثمر لا يجد من يحمي امواله .

    تباً للمناطقية السياسية والقبلية والعائلية على الحماقة التي جعلت الكثير يسقطون في مستنقعها الذي كنا نتصور انهم أكبر من ذلك . فلن يبنى وطن او تيار في ظل هذه العقلية الانتهازية التي لا تفكر الا بذاتها.

     (ولا تركنوا الى الذين ظلموا فتمسكم النار) صدق الله العظيم

    تم طباعة هذه المقالة من موقع اليمن السعيد www.yemensaeed.com - رابط المقالة: : http://yemensaeed.com/art16321.html