2017/10/26
  • ثقافة التلون أفيون الوطن
  •  ثقافة التلون صفه تلازم البعض  دائماً , وخطرها للهدم أصبح أكبر,  فهي افيون الشعب , فمن كانوا في الأمس يصفقون لصوت الباطل و يروجون ان العناية الالهية أتت به لهذا البلد  , وظلوا يمدحون ويبخرون لصالح زمن ويتوددون له , ويقدمون القرابين لعلهم يكسبون وده ورضاه , هكذا  كانوا يتقربون  لعلهم يصلون الى بعض المراتب من خلال هذا المديح الزائد.

    وها هم اليوم  يمدحون ويتوددون  للرئيس هادي  , بنفس الطريقة و في موال جديد  لا يختلف عن الأخر بتلون فاضح , في وقت يعاني الوطن المكلوم  الجروح الذي يبحث العالم عن مخرج سياسي له وهم لا يلتفتون الا للصغائر بتزلف وتهريج زائد  , يتوددون اليه ,  بالمديح والتبجيل الذي  حصل عليه عفاش سابقاً الى درجة لا يتصورها البعض , وكان يأتي التبجيل من حملة المباخر له , من المقربون الغارقون الباحثون عن الفيد للعبث بالوطن , وها هو نفس الدور يأتي لتبجيل هادي منهم انفسهم , كانوا مقربين من صالح واليوم مقربين من هادي .سبحان مقلب الأحوال في حياة المتلونيين.

    نقول للرئيس هادي  المتلونيين كثر هم من مدحوا  صالح بالأمس هم مادحوك اليوم , فأحذر منهم  حتى لا  يصيبك داء الثقة فيهم  فتشقى, فمجرد ان يتهاوى عرشك لن يلتفتوا اليك , بطانة الشرفاء هي التي ستكون دليلك الى الخير و لا تتملق لك وتمجدك .

    هؤلاء  الغارقون بثقافة التلون هم من تسببوا بما نحن فيه , لانهم لا ينتقدون الخطأ فهم لا يعيشون الا بالمديح هناء وهناك  في ولائم السلاطين , اين كان هؤلاء المادحون للرئيس هادي تزلفاً ابان ثورة فبراير ومناهضة الانقلاب؟ , وبعدها الم يكونوا على مقربه من صالح كثيراً ودافعوا عنه باستماته الى أن لاحظوا نهايته السياسية بعدها اخذوا منحى أخر.

    الوطن يعاني كثيراً من انقلاب , وسلطة الشرعية لازالت ضعيفة والحوثيون دمروا كل ما هو جميل , والموظفون بلا رواتب , بأي ذنب يحرم هؤلاء , ويجوع اطفالهم بسبب انهم تحت سلطة يحكمها الانقلابيين .

    التلاعب ينخر مفاصل حكومة الشرعية , لا ندري هل هي عاجزة وسلطتها ضعيفة عن كبح جماح الفاسدين وايقافهم والتحقيق معهم , ام انها تحولت الى سلطة قهر ومحاباة ومجاملة لأصدقاء الامس ويغض الطرف عنهم , نجد ان تصريحات وبيانات حكومية لا تختلف عن ما كان يحدث بالأمس لا نجد لها أثر في الواقع .

    التلاعب في كل مفاصل الشرعية وغياب سلطة القانون بعد عامين من التحرير , عدم وجود سلطة قوية تردع المتمردين عليها , فكما قيل سابقاً لا قيمة لعهد لا يحميه سيف, اضافة الى الخصميات من رواتب افراد الجيش الوطني  , واستمرار الجبايات في النقاط , وعدم فرض هيبة الدولة في مؤسسات الدولة الامنية والقضائية وغيرها , , فقد تحدثت ذات يوم الحكومة انها ستعاقب كل من يثبت تورطه , لكن لا نعلم التراجع عن التنفيذ هل اصبحت سلطة قول ,أم انها لا تصلها المعلومات ام ان هناك من يحجبها .

    تم طباعة هذه المقالة من موقع اليمن السعيد www.yemensaeed.com - رابط المقالة: : http://yemensaeed.com/art16303.html