2017/05/13
  • بيان الحكومة يمثلني
  • البيان الذي أصدرته الحكومة اليمنية يوم أمس الجمعة ممثلة برئيس الوزراء الدكتور احمد عبيد بن دغر وأذاعته وسائل الإعلام الرسمية بما فيها وكالة سبأ كان أوضح موقف من الحكومة اليمنية تجاه ما يجري في عدن في الآونة الأخيرة حتى الآن.
     
    لقد كان البيان موفقاً في لحظة عصيبة نمر فيها من تاريخ النضال اليمني والعربي المشترك في مواجهة المد الإيراني، والخوف من أن تؤدي الأحداث والخلافات في عدن إلى الإنزلاق في منعطف خطير يدمر كل المنجزات التي تحققت على أكثر من عامين بسبب منصب المحافظ.
     
    وبدأت الأحداث الحاصلة في عدن من تمرد الزبيدي عقب إقالته وتشكيله مجلس إنتقالي لإدارة شئون الجنوب حد تعبيره، يفقد الشارع اليمني الأمل بالإنتصار على ميليشيا جماعة الحوثي، وبتنا نتخوف من الإنشغال بصراعات داخلية بين القوى الوطنية التي تقف ضد الحوثي بينها البين، ومن هنا ستكون الكارثة بل ولا نبالغ إذا قلنا ان الأحداث الأخيرة هزت الثقة بالشرعية والتحالف العربي إلى حد كبير ربما بشكل لم يحدث منذ إنطلاق عاصفة الحزم في مارس 2015.
     
    إذا كان هناك من يرقص طرباً من الخلافات والتوتر في عدن فهي ايران وأذنابها من الحوثيين ومن تحالف معهم من المخلوع وأنصاره، وليس هذا الفرح من فراغ بل من إدارك للحقيقة وهي أنهم عاجزون عن هزيمة التحالف والشرعية بالقوة العسكرية أو بأي شكل من الأشكال، لكن الخلافات والصراعات داخل الشرعية ستمكن من انتصارهم، لذلك جاء الإحتفال الإعلامي الإيراني واضحاً.
     
    انا مع بيان الحكومة ودعوة رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر لدول التحالف أن لا تلتزم الصمت وأن تتحرك سريعاً لإنقاذ الموقف قبل ان يخرج عن السيطرة، وجاء إستدعاء هاني بن بريك وعيدروس الزبيدي إلى الرياض كخطوة صحيحة وأولى لنزع فتيل التوتر من عدن، وهو ما جعل البسطاء والمتابعين من أمثالي يتنفسون الصعداء ويرون في هذه الخطوة بشرى خير وخطوة في الإتجاه الصحيح تشكر عليها المملكة العربية السعودية التي نرجوا منها ان تحتفظ بهم لديها لأشهر طويلة، وأن تتبعها الخطوة التالية وهي عودة المحافظ المعين عبدالعزيز المفلحي وتمكينه من ممارسه عمله، فالفراغ الحاصل في عدن خطير للغاية ويعمق الخلاف ويوحي لبعض الأطراف ان بإمكانها وضع المزيد من العراقيل مما يؤدي إلى مزيد من التوتر والشحن.
     
    هناك مرجعيات للملف اليمني أجمع عليها الداخل والخارج وجاء تدخل التحالف العربي بناء عليها ويجب أن نتبعها وأن يكون للتحالف العربي مشروع واحد في اليمن اما المشاريع المتعددة فلن تجد نفسها الا متقاطعة في وسط الطريق يضرب بعضها بعضاً.
     
    ندرك جيداً ان مسماراً صغيراً يمكن أن يعرقل شاحنة ضخمة عن الحركة بدون إرادة السائق، لكن البديهي ان السائق يسارع إلى إصلاح الخلل وتغيير الإطار وإتخاذ الإجراءات اللازمة لا أن يظل مكتوف الأيدي متفرجاً في وسط الطريق او يواصل السير بإطار مثقوب وهذا ما ننشده في الملف اليمني ومثل هذه التبيانات والخلافات متوقعة لكن الحل السريع لها هو الطريق الأمثل.
     
    هناك قيادية شرعية في اليمن اجمع الشارع اليمني على السير خلفها للدفاع عن ارضه وتحريرها من ميليشيا ايران، وهناك مرجعيات يجب أن يحترمها أنصار الشرعية أنفسهم قبل أن يطلبوا من اعدائهم التمسك بتلك المرجعيات لا أن يتمردوا عليها ويخربون بيوتهم بأيديهم.
     
    أن التمرد على الشرعية في عدن خطره لا يقل عن خطر الإنقلاب الحوثي، إذ إن تفاقمه سيمثل إنتكاسة كبرى لا يمكن أن نلملمها في المستقبل القريب اذا استمر بدون حلول ناجعة تمنع تكراره سواءً في عدن او في أي مكان آخر من قبل الأطراف نفسها او أي اطراف آخرى.
     
    يجب أن يكون هناك هدف ومشروع مشترك للتحالف العربي والشرعية الممثلة بالرئيس هادي والحكومة الشرعية وخطة مشتركة وواضحة يسير الجميع عليها مبنية على المرجعيات تبدأ بالإطاحة بالإنقلاب الحوثي ومن ثم حلحلة مشكلات اليمن والعمل على إستقراره وأن وجدت تباينات نتمنى ان يتم حلها داخل الغرف المغلقة بعيداً عن الفيس بوك وتويتر والتراشق عبر وسائل الإعلام فهي أكثر ما تزيد من حدة التوتر.
     
    أن أكثر ما يقلقنا ان تعود إيران لتتسلل مجدداً بين صفوفنا بفعل خلافات اختلقناها هنا او هناك سواءً في عدن او تعز أو أي مكان آخر، وأن نرى الثقة بالشرعية والتحالف العربي تتراجع بشكل يفقد معه المواطن الأمل الذي لاح له من بعيد بعاصفة الحزم، وتحدث فجوة بين المواطن والتحالف يصعب من مهمة التحالف بل وقد يجعلها مستحيلة وسيكون الخاسر الأكبر بلا شك هو المواطن ذاته.
     
    أن الشرعية هي اقوى اسلحتنا ومثلت جسر العبور إلى عاصفة الحزم والتحالف العربي وتحرير المناطق المحررة ومرتكز أساسي لقرارات مجلس الأمن والإجماع الدولي الذي يحظى به الملف اليمني وعجز الحوثيون عن تفكيكها او القضاء عليها، فلماذا يسعى من هم في صفها إلى إضعافها او تفكيكها ولصالح من سيكون هذا؟
     
    لذا اقول "بيان الحكومة يمثلني" ونشكر جهود التحالف التي جاءت عقب البيان لإعادة اللحمة الوطنية وتوحيد الصفوف وتقريب وجهات النظر بين أنصار الشرعية ونود أن نرى خطواتنا ثابتة بإتجاه القضاء على الإنقلاب وتحرير المدن اليمنية واحدة تلو الآخرى ومنها الحديدة وتعز وصنعاء وصعدة وكل شبر من التراب اليمني.
    تم طباعة هذه المقالة من موقع اليمن السعيد www.yemensaeed.com - رابط المقالة: : http://yemensaeed.com/art16237.html