2017/03/23
  • ليتني لم أرآك أيٌه الطفل الشقي
  •  يحمل كيساً أكبر منه لمخلفات البلاستيك , والعرق يسيل من وجهه , شفتاه الجافة ربما لم يشرب الماء منذ ساعات الصباح, وجه يحمل برأة الطفولة يخفي أحزان  كفيلة بأن تهدم القلوب القاسية , بداخله هموم أسرة تبحث عن الغذاء , بعد ان فقد أبوه واصبح يتيماً, يحمل على عاتقة هموم أسره, هكذا يتشردون للعمل , يبحثون عن ما يسد رمق اسرهم , اقسم أنني من بعيد لمحته , فاقتربت منه , حضرت الشفقة في كل معانيه , حاولت ان اخفف عنه بعضا من الهموم للمزاح معه , لكن خوفه من غضب صاحب العمل كان يجعله يحاول المغادرة, حكى لي حكايات بالرغم من الفترة القصيرة لكنها اختزلت كل معاناته , لعنت السياسة واصحابها والحكومة ورجال الاعمال وكل من يعيشون الترف , ومن يعيشون في رغد العيش ويركبون احدث السيارات ويسكنون في ارقى الفلل , كفرت بكل المنظمات التي تتاجر تحت مسمى حقوق الانسان , تكذب وتسرق باسم هؤلاء  الذين لم يذوقوا طعم الراحة منذ الصغر, هذا الطفل قادم من محافظة إب وسط اليمن للعمل في جمع مخلفات البلاستيك , لدى احدى الاشخاص , ما يحصل عليه راتب بسيط , ترك المدرسة من اجل ان لا تجوع اسرته , بالنسبة لي تظل صورت الطفل وهو تحت هذا الكيس تلازمني وتتشرد بداخلي الأحزان , فليتصور احدنا  انه مكان هذا الطفل او ابنه او اخوه , لن يقبل لكنه يقبل المعاناة للأخرين, لم اتمالك نفسي وانا ارى عيناه تمتلي بالدموع , والكلمات تتقطع , فشاركته حزنه متخفيا , منحته بعضا مما معي لكن ذلك لم يكفي , لكننا ارتحت حينما منحني كلمات , ربنا يفتح عليك ,ربنا يستر عليك, تباً لمن يحرضون على العنف ,ويتاجرون بهموم البسطاء ومعاناتهم بشأن نفع شخصي , وأستغرب إين غاب دور النخب والمثقفين الذين لم يقفوا ويبحثوا  الأسر المحتاجة لمساعدتهم , والمنظمات والجمعيات والمؤسسات كثيرة  لكنها لم تتشرد وتنغمس مع مثل هؤلاء, لذا  أصبح أثرها على الأرض لا وجود له , أم أنها تحولت الى شركات او دكاكين استثمار!!.

    تم طباعة هذه المقالة من موقع اليمن السعيد www.yemensaeed.com - رابط المقالة: : http://yemensaeed.com/art16230.html