2017/01/03
  • رسالة تضامن مع الأكاديميين الشرفاء في جامعة صنعاء
  •  في هذه المرحلة العصيبة والقاسية من تاريخ اليمن يواجه اليوم زملاؤنا الأكاديميون في جامعة صنعاء وبقية الجامعات اليمنية، سلطات مليشيا القتل والجهل للمطالبة بحقوقهم المشروعة ورواتبهم المنقطعة منذ خمسة أشهر، وهي جزء مما تمر به بلادنا  جراء التداعيات الكبيرة لانقلاب 21 سبتمبر 2014 على مؤسسات الدولة ، والممارسات الهمجية لمليشيات الانقلاب في كل مناطق البلاد ومدنها ومؤسساتها المختلفة ، ومنها الجامعات والمؤسسات التعليمية ، تلك الممارسات التي وصلت الى ملشنة الجامعات والتدخل في شؤونها. ولا يسعني إلا أن أحي المواقف الشجاعة للزملاء في نقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء ومن خلالهم كل الزملاء الأكاديميين الشرفاء، ونحي ثباتهم العالي في تمسكهم بحقوقهم المشروعة والدفاع عنها ، وهم يلتحفون التراب ، ويربطون الأحجار على بطونهم ومعهم أسرهم الكريمة ، ويواجهون كل أساليب البلطجة والتعسف من تهديدات و اعتداءات وخطف وغيرها.

    شئ مؤسف أن تعامل نخبة المجتمع وعلماء الأمة ومفكريها بهذه الأساليب ، لطالما كانت الجامعات هي مصانع العقول ومراكز الاشعاع و التنوير، وأدوات التغيير في أي مجتمع ، ولكن في بلادنا أريد لها أن تكون مؤسسات خانعة وخاضعة للسلطة ، وأساتذتها منبطحين وتابعين تحركهم أينما تشاء وحينما تشاء ، بل ووصل الأمر أن تكون تلك الجامعات مثلها مثل بقية المؤسسات ينخرها الفساد ويعبث بها الفاسدين حتى وان كانوا بمسمى أكاديمي ، فهم ولجوا الى الجامعات في غفلة من الزمن ، وفي عتمة الظلام وبقوة السلطة وأجهزتها الأمنية ، فكانوا معاول هدم للعمل الأكاديمي وأدوات مواجهة لضرب و احباط أي محاولة للتحرك من قبل النقابة للمطالبة بحقوق أعضاء هيئة التدريس .

    نقول لزملائنا : وأنتم تبدؤون برنامجكم الاحتجاجي من أجل الحياة بكرامة ، تمارسون حقكم المشروع والمكفول في الدستور والقانون،حتى وان كانوا لا يعترفوا بهم ، فأنتم تمثلون نبراساً وأملاً للكثير من أبناء الشعب الكادح و الصابر، ثقوا أننا معكم والى جانبكم ، ونقدر تضحياتكم و الآمكم ، ولعل أوجعها هي خذلان حكومة الشرعية لكم ، ولكي تكفر عن خطيئتها ، وتستغفر لذنبها ينبغي عليها فوراً أن تدعم مطالبكم وتبدأ بصرف رواتبكم وتبذل كل السبل لحمايتكم.

    المجد في الأرض والسماء لكل أكاديمي حر شريف ، يقدس رسالته ويحترم مهنته ، ويتمسك بحقوقه ويدافع عنها..

    والخزي والعار لكل أكاديمي باع نفسه وتنازل عن حقوقه مقابل حفنة من المال أو كرسي ومنصب زائل.

     " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه ، فإذا هو زاهق"

    تم طباعة هذه المقالة من موقع اليمن السعيد www.yemensaeed.com - رابط المقالة: : http://yemensaeed.com/art16200.html