2016/11/22
  • جمهورية المليشيا المسلحة
  •  منذ ان تنطلق في ساعات كل صباح يومي لا تجد أمامك ما يسر سوى مناظر تشبه بقطاع الطرق او العصابات , لا مكان لثقافة الحب والمغارس والمعينة بتلك الاصوات الجميلة , اصوات معينة الزراعة اختفت وحلت مكانها زوامل الموت , الفن الجميل لم يعد له صدى فلا تجدله صدى  ربما استبدل بأصوات الرصاص ,نصحو على قوارح وانفجارات و ننام على انفجارات ايضا , جمال الحياة ورونقها من السعادة والمحبة والاخاء لاوجود لها كل شيء يجعلك تلزم منزلك خوفاً ان تصطادك رصاصة طائشة من بندقية شخص مجهول .

    الغريب في حياة اليوم ان حمل السلاح على الاكتاف والمجازين والقنابل على الصدور اصبح ظاهرة تثبت الرجولة والشجاعة هكذا يتصور البعض , وكذا تربية الشعر الى الأكتاف واللحى حتى اصبحت اشكال البشر أشبه بوحوش الغابة , بدلاً من حمل  المفرس على الكتف استبدل بالبندقية , الحياة في الشوراع والطرقات والمقايل مسلحة , في الطريق ترى سيارات عليها رشاشات ومسلحين وفي المقايل ترى انواع الاسلحة بالقرب من كل شخص لا وجود لكتاب او حديث عن النظام والقانون و القيم والاخلاق المدنية  وفي الاسواق ترى مسلحين , الحياة المدنية اختفت , واكتشفنا ان من يتحدثون من بعض القوى السياسية التي تدعي المدنية كل ذلك اكذوبة كبرى , مسميات برزت لا تعرف من يمثل الدولة , الجميع مليشيات والدولة غابت وأكلت بفعل الحرب , ظهر لنا مسميات المقاومة وانصار الشريعة واللجان الشعبية والدواعش والقاعدة وغيرها .

    الى اين نحن ذاهبون ؟ وهل سيكون هناك مستقبل تختفي المليشيا وتحضر الدولة؟ باعتقادي ان من يتحدثون عن الدولة المدنية من بعض القوى السياسية يتزلفون بذلك واتضحت حقيقة أكذوبتهم الكبرى ,لأنهم يدعون الى ثقافة الحرب وحمل السلاح و البلاد اصبحت  تغرق بالسلاح وينتشر بكثرة وكل يوم تسمع عن قتل واعتداء وانتهاك ولا تجد من يقف في وجهه, ستظهر في الايام القادمة حركات تنبت فجئة وتتصارع كل حركة مع الاخرى وهكذا ستدخل البلاد في دوامة اقتتال , لان هناك من يصدر السلاح لنا لنذهب الى جحيم الاقتتال, وحولوا اليمن الى جمهورية للمليشيا المسلحة

    لم يعد هناك حديث عن السلام والوعي والعقل والحب والعلم ودولة القانون , كل الحديث عن الحرب والأحزان والقتل ومن يملك السلاح ويتم تدليله من البعض , حياة يومية مسلحة حتى المعلم نفسة يحمل السلاح واصبح نموذج ساخر للنخب الثقافية , الاستمرار على هذا الحال خطر كبير , لان السلاح ينتشر والتوعية والوعي يغيب , واصبح لا قيمة للإنسان والحياة و يتاجرون بالدماء ويسترزقون من خلفها بطريقة قذرة من تجار البشر ,

    اوجه دعوتي الى من تبقى لديهم من وعي واخلاق حملة الكتاب والفكر والابداع والفن ان يحاولوا قدر المستطاع الى بث روح الوعي لدى الناس بإن السلاح والحرب دمار للشعوب وانه بالعلم لا السلاح والحرب تبنى الشعوب , فالعنف بالعنف يهلك

    اللهم احفظ اليمن وعد ابناء الشعب الى رشدهم و خذ بيد الابرار الى النجاح وابعد عنا كيد الأشرار تجار الحروب    

    تم طباعة هذه المقالة من موقع اليمن السعيد www.yemensaeed.com - رابط المقالة: : http://yemensaeed.com/art16188.html