سمية الفقيه
الأحد 27 مارس 2022 الساعة 20:22
وهل كل صبر لدينا جميل؟
سمية الفقيه

 


 المواطن اليمني الكادح, ضاق بالمظالم وبالقتل والجوع والعطش ذرعا وحملته الحرب عمراً جديداً من الأنين،في حاضر مشوه،معتم لا مستقبل له بوجود حكومة واعراب طامعين وحوثي مذهبي وانتقالي همجي مازالوا يدوسون على نعوشنا سواء كنا احياء او مقتولون.

وكأننا غير مكتوب علينا أن ننعم بالسلام في وطننا الذبيح.. لا ندري إلى متى ستظل الأدخنة تغطي كل بارقة ضوء تريد أن تعبر إلينا بسلام دونما حواجز وأخاديد ملطخة بالوحل؟ وإلى متى سيظل الصبر العظيم يشاركنا هدير هذا النبض الآيل للاحتضار؟

إلى متى سيظل المواطن اليمني يدفع ثمن أخطاء الساسة, مزيدا من الصبر والكد واحتمال سوء الأزمات المتلاحقة والحرمان من أبسط الخدمات الأساسية والتي  لازالت معجزة كبرى عند حكومتنا الفاشلة التي جعلت أحلامنا بسيطة لا تتعدى شربة ماء ورغيف خبز يابس ولا نجده.. صرنا فقط مرتهنين لساحة صراعات ولمتصارعين يتنافسون بتوحش على من يطيح بالوطن والمواطن أكثر ونحن من ندفع ثمن أخطائهم مزيدا من الصبر والموت والدم المسفوك؟

يبدو أننا سنظل طويلا تحت منحنى اللا إنسانية والولاء للوطن ولا ندري كم سنحتاج من أزمان أخرى كي تنتقل بلدنا لمرحلة النمو الخالي من الجهل والعصبية الأولى مادامت عقليات الحروب هي المسيطرة وتطفو على سطح الأحداث السياسية الراهنة ويدفعون بواقعنا ألأزماتي إلى أشده بتعنت وغلظة لا حدود لهما والشاهد على ذلك أزماتنا التي مازالت تتلاحق يوما بعد آخر.

تُعساً لنا, فكلما ارتجينا واقعا يخلو من اكتظاظ المآسي ومن عويل البؤس وأصوات النواح نتفاجأ بواقع أشد مرارة وسفك لأحلامنا البسيطة.. وكل الأطراف السياسية تسعى كي تكسب وتستفيد من الوطن بينما لا يريدون أن يفيدونه في شيء لا من حيث إحساسهم بالمسؤولية  بأعمالهم وتصرفاتهم ولا من حيث أنهم تركوه وشأنه بعيدا عن أطماعهم وافتعالهم للتعقيدات والخبائث, بمعنى لا هم رحموه ولا هم تركوا رحمة الله تشمل البلاد والعباد.

ما هو حاصل أن المتاجرة بمآسي الوطن والمواطن المقهور هي التي تفرض نفسها على واقع الأحداث وبالتالي التعمد بزج المواطن في أتون الأزمات المتوالية والنكبات المتلاحقة بات واضحا جدا ولا يخفى على أحد إنما ما يخفى علينا هو موقف الحكومة البائس من كل عذابات المواطن هذه وإعلان عجزها التام وشللها المعيب أمام كل ما يمر بالمواطن الذي أعطاها ثقته يوما ما ولم يجنِ من هذه الثقة سوى الخذلان المبين إنما لصبره حدود وفي النهاية ليس كل صبر جميل خصوصا مع حكومة فاشلة فاقت حدود الصبر والتحمل .

عظيم هو هذا الشعب اليمني الصابر وشامخ وأبي بكل صبره وكده وأنينه وتوقه لأن يعيش يوما كريما مصانا.. عظيم أنت أيها اليمني بسمرتك ونحولك وغبنك وهمومك ونظرة الذبول التي تحاصر تقاطيعك وبوجهك المُنهك والمنغمس في تعاريج الهم وأخاديد السنين الغابرات .

الأكثر زيارة