صلاح حيدرة
السبت 23 فبراير 2019 الساعة 02:18
(الإرهاب الجنسي والإرهاب الديني أسلحه عصرية لإسقاط المجتمعات)
صلاح حيدرة

لم يكن علي ما يرام ..بدا لي كأن صحته النفسية تتدهور ظننت أن الوضع الحالي سبب ذلك هذا ما كان يدور في رأسي كلما صادفته .هذه المرة.اخذته الي ركن كفتيريا وبدائت صامت أنظر في وجههُ الشاحب وجسده الذي يزداد نحافة غير طبيعية ...بدا وكأنه مستعجل وهو يشرب الشاي حارا ..ودون مقدمات نفض رماد سيجارته وأخرج خازن بيانات واحد تيرا من حقيبة سوداء ممتلئية بالأوراق التي يرى انها مهمه بالنسبة له ..
‏بأبتسامه مريرة لا توحي أنه بخير . يحرك رأسه .يمينا ويسارا .نظر إليى نظرة مملؤة بالحسرة اشعل سيجارة دخان جديدة ..نفخ الدخان كما لو ان روحه صعدت ودون مقدمات شكى حاله متأسفا مستهلا بقوله أسمعني صديقي أنا حاليا بوعي ولديا ما أقوله لك لأنك محل ثقة .أنا اعاني من موضوع مخزي لا أستطيع ان أحدث به غيرك...هذا الأمر يأخذ وقت طويلاً مني خصوصا خلال الليل ويحرمني من النوم ويغير برامجي الصباحيه وبات يثير الفوضى في حياتي ففي البداية كان مجرد تسلية عابره ألفتها بسبب الكبت هكذا كنت أبرر لنفسي لكنها تحولت الي لعبة خطيرة ثم الي إدمان لا أستطيع الفكاك منه تحول إلي مرض ياخذني للهلاك ...أقولها لك بمنتهي الصراحه أنا مدمن أفلام إباحية وقد هدت عقلي وصحتي وغيرت من نظرتي للحياه والناس وللاسرة وللاصدقاء وباتت تشكل منطلق فلسفي لأمور حياتي ...غيرت من مفاهيم القيم الاجتماعية والاخلاقية والاسرية والذاتية لديا إلي الأسواء هكذا صارت حين اقارنها بما كنت عليه سابقا ...لقد لمست حتي تغير تعاملي مع من حولي وهم أيضا تغيروا ....حاولت مرارا أن اتخلص من هذه العاده القذرة لكني أفشل في كل مرة ...فألقي باللوم علي عادات وتقاليد ودين المجتمع ...تصور أني بت أرغب بأن أغدو فردا في مجتمع يشبة ذلك المجتمع المنحل الذي أشاهده... ولدا إستعداد تام للتخلي عن ديني وأسرتي ولا أهتم بما يمكن ان يقال عني ورغبتي هذه تجلعني أفكر يوميا بالتهرب نحو الخارج والبحث عن تلك الجماعات ولأني لا أستطيع تحقيق ذلك صار هذا الأمر يسبب لي ألم وضيق وكره لمن حولي
‏ ...قررت قبل فترة ان أتوب ..قمت بتفريغ كل تلك الأشياء لكن ما إن أتى ليل اليوم التالي حتي جن حنوني شعرت بالوحشة والندم وفوراً بدائت بالبحث عن أفلام إباحية عبر حساباتي المستعارة ...ولم تشرق الشمس إلا وقد صار عندي عدد لابأس به من القبح .وقد تكرر هذا مرات لكني أفشل في كل مرة وأعود إلي المشاهدة .

‏.قلت :له أهو قبح ..كما تصفه ..قال نعم قبح لذيذ منهك وقاتل للمشاعر الانسانية ..قلت له حسنا لطالما لديك هذه القناعة التي لا تستطيع أن تفرض نفسها فيك ...فلما لا تفكر بالسفر الي الريف مثلا لفترة وجيزة واترك كل تلك الأشياء بعيده عنك ...وجودك ربما بعيدا عن التكنولوجيا ..سيساعدك في إستعادة نفسك 
‏وإتخاذ قراراتك ...أطرق راسه وبنظرة مخيبة ..وألتفت الى قائلا هذه معظلة أخرى أنا منذو بدائت اسلك هذا الطريق أضعت طريقي إلي الأهل والأصدقاء صرت أرغب فقط بالجلوس وحيدا أمارس حياتي بمعزل عن الآخرين 
...ما جعلني ادرك اني بلغت مستوى خطير
هي قصه حصلت قبل أشهر في إحدى الأيام اُبلغت بوفاه أحد الأقارب والذي كان لا يذكر إسمي إلا مقرون باسمه منذو الطفولة فرقتنا مشاغل الحياه لكن كُنا علي تواصل من حين لاخر ..تصور حين أبلغوني بخبر الوفاة كنت وقتها أشاهد فلم إباحي جديد... ..تألمت وبكيت .لكني لم أستيطع الكف عن متابعة الفلم إلي أن اكتمل .وبعدها بهدؤ أغلقت الحاسوب وشفرت الفلم ومضيت الي البوفية كي اتمالك نفسي من هول الصدمه ...تلك الصدمه لم تغير شئ ..ظنوا الناس أني سأكون أول من يصل الي القرية حيث صديقي سيوارى الثرى لكني لم أستطيع... لأسباب كثيرة أتضح لاحقا أنها اعذار واهية وغير مبررة فكتشفت أني وصلت الي مرحلة أقل ما يمكن وصفها بالحيوانية المتوحشة الخالية من اي شعور آدمي ففي ليل اليوم التالي وبعد ليله حافلة بالمشاهد الساخنة وبعد أن قذفت قذارتي ...تذكرت صديقي والألم الذي ألما بأهله ... كنت قد وضعت هاتفي في وضع طيران ...حينها فتحته وكان الوقت قبل الفجر وإذا برسائل من الأهل والأقارب والأصدقاء القدامى ومن أمي التي اشرفت علي تربيتنا أنا وصديقي المتوفي وجميعهم يعاتبوني لعدم حضوري جنازة صديقي الذي هو من أقاربي .وتخيل أني لم أستطيع أن أرد علي أحد منهم لأن الأعذار لم تكن مقنعة سوى لي فقط وبعدها قطعت علاقتي تماما بما في ذلك أمي .....وشعرت دائما انهم ينغصون عليا حياتي ...قلت في نفسي لقد تجاوزت كل الأخلاق والمشاعر والعادات والاعراف والتقاليد لقد تغيرت كليا ومن يومها وانا الآحظ تغيرآتي ولا أمتلك القدرة علي فعل شئ سوى الإستمرار ..لم يعد هناك شئ يستحق الاهتمام سوى تلك الأفلام هي الشغل الشاغل ..حتي وصل الأمر بي انه صار لديا اشتراكات في مواقع دولية ..وصرت معروف لدا بعض المسوقيين للعهور ... ..عض شفاه و تنهد ...وأخذنا الصمت....لدقائق ...
ألتفت إليا و قال لا أنصحك ان تأتي نحو هذا الطريق مهما بدا مغريا وجميلا ومسليا ...المسائلة قتل للذات ولكن بشكل بشع أخلاقيا.....أعرف انك لا تمتلك وصفة سحرية لمنعني مما أنا فيه لكني شكوت لك لأنك ستتفهمني وكتوم أعرفك جيدا.......
‏كنت في حالة ذهول مما اسمع لم أستوعب أن هذة الأشياء قد تصل بصاحبها الي هذا المستوى من الحيوانية جفاف العواطف وقساوة المشاعر ..وتسألت اذا كان لهذا النوع من الأدمان له علاقة بالأمراض النفسية. التي يعانيها البعض من الشباب ذكور وإناث .إذ لمستُ في صديقي هذا انه فعلا لم يعد هو ربما هذه الكلمات الصادقة أكثر الكلام الذي إستطاع قوله لي منذ فترة إذ كنت كلما أصادفه يتهرب ويختلق الأعذار ويتنصل من كل المواعيد حتي ظهر ذلك في طريقة كلامه ومظهره الذي لم يعد يهتم به كالسابق وأمور أخرى طرئت علي شخصيتة المعرفة ..لقد لمست شئ يشبه التجرد من العواطف إذا لم أعد أنا شخص يحضي بحفاوته كالسابق بل صرت ثقيل دم كلما ألتقيته يتعامل بجلافه وأللامبلاه والكثير من الملاحظات حديثه هذا جعلني أجمع بعض من القصص التي سمعتها من أصحابها حيث هناك تجارب عاطفية لاخرين من الشباب تتسم بتعدد العلاقات العاطفية التي ما ان تبداء تسمع عن سرعة تلاشيها .و سرعان ما ينتقل الشباب في مرحلة التعارف والتسويق العاطفي للعلاقة الجديدة التي غالبا تأتي عبر مواقع التواصل . الي سوالف عن الجنس تبني شكل مشوه من العلاقات وانحطاط قيمي وأخلاقي وإنحراف نحو أمور سيئة تنتهي غالبا بنتائج سلبية وبات الشاب يحمل نظرة جنسية وقحة نحو الجنس الآخر بحيث تجد انهم يعتقدون سلفا ان اي شابه يقابلها في حياته يظن انه سبق وان أقامت علاقة سابقه مع غيره حاملا تصورات سلبية تجاه الآخر ..وعلي صعيد الأسر الشابة تحديدا فإن قصص لها علاقة بالأفلام الأباحية قتلت الود والإحترام بين الزوجين ورفعت منسوب الشك والتوتر الدائم ودفعت بهم لأقامه علاقات عاطفية سرية بحثا علي وهم لأشباع حاجات لا توجد إلا في سينما الجنس و كهذه أدت الي تفكك أُسري وحالات طلاق تحت ذرائع ليس حقيقة تغطية لأصل المشكلة وغيرها من القصص التي تأكد ان شئ من هذا القبيل يقف خلف التغيرات النفسية والعقلية والعاطفية...أظن ان تكنولوجيا التواصل قد أخذت الكثير ممن ليسوا محصنين بثقافة دينية سليمة وجنسية وعاطفية ولا يمتلكون فهم عميق لخطر سينما الجنس التي يُستخدم فيها الكثير من التزيف الذهني في كل شئ بحيث أنها لا تشبة الواقع مطلقا مما يجعل الجهلة يعتقدون خطاء في نظرتهم للنساء والجنس والجمال وغيره يقعون في إدمان أفلام الجنس الإفتراضي .الذي تسبب بعزوف البعض عن الزواج أو تخلي البعض عن زوجاتهم أوانقطاع تواصلهم الطبيعي معهن بسبب إنشغاله في إشباع فضولهم الجنسي من مواقع تبيع الوهم والخيال الجنسي لا أكثرا ...معتقدين ان ذلك حقيقي وأن ما لديهم من زوجة هي مصيبة لأنها لا تشبة نساء سينما الجنس الأباحي فيدمن علي الجنس الإفتراضي ويبحث عن علاقات جديده مع ضحايا هذا النوع من الثقافة المغلوطة لعله يجد شئ من ذالك الخيال الجنسي والتي تنشره وتنتجهُ جهات مختصه في إنتاج أفلام جنس بإخراج سينمائي مستخدما كل عناصر الأبهار والبهرج التقني و لا يشبه الواقع .في شئ..إذ لا فرق بين مشهد سينمائي يريكم سقوط شخص من مرتفع عالي ونجاته بعد ذلك لقدارته العضلية ومهاراته المستحيلة أو حظوظه التي أردها له المخرج كما في الافلام الهنديه واليابانية والامريكية ونفس ذلك الخيال والقدرات والحظوظ يحدث في إنتاج أفلام الجنس و لا يختلف أستخدمهم لكل عناصر الإغراء والجمال الميتافيزقي وغيرها من تقنية خيال السينما......
‏ما حدثني به صديقي جعلني أفكر جديا بخطر هذا الغزوا الذي يهدمنا من الداخل ويسقط قيمنا ويجعل الواقعين فيه والمدمنين عليه يمثلون بشكل جيد أنهم جيدين وفي حقيقة الأمر صاروا يشكلون خطراً علي أنفسهم وعلى من حولهم ..وأرى انه أن الآوان لفتح نقاشات في مؤسسات التنمية البشرية والجامعات وغيرها من الدوائر التي يتواجد فيها المثقفين والدارسين وطلبة الجامعات للبدء في تشكيل ثقافه توضح زيف الدعاية الجنسية والأفلام الإباحية وكيفية صناعتها وخطورة الإنقياد لها والتحذير من مخاطر مشاهدتها علي المستوى الفكري والاخلاقي والنفسي والذاتي والأسري والمجتمعي ....بكل ما أمكن يجب التسلح بالمعرفة لمواجهة. هذا الخطر الذي يهدد مستقبل الأسرة العربية واليمنية خاصة. حتىوط و لو نقاشات في مجموعات مغلقة عبر وسائل التواصل تمرير رسائل توعوية ..وتفتح مراكز لمعالجة المدمنين من هذا النوع..
‏إذ لا أستبعد أن تكون الأخبار التي تطالعنا من حين لآخر عن جرائم الإختطاف والإغتصاب وغيرها من الجرائم الغريبة عن مجتمعنا سببها الأول مشاهده أفلام أو مقاطع إباحية شكلت ثقافه مغلوطة فعززت دوافع ورغبات أدت إلي البحث عن ضحية ...ولذا نحن أمام خطر حقيقي يهدد قيمنا وأخلاقنا وسرائرنا الصافية وأنسانيتنا ولا فرق بين مراكز الدعاية التي تبث الفكر المتطرف وتمارس الإرهاب الفكري من منظور ديني وترعاه متسببة بتصادم داخل المجتمع وزعزعة الأمن وبين من يقوم بالترويج للأباحيات الهدامة للقيم والأخلاق في مجتمعات محافظة و ثقافتهم الجنسية مهذبة وبتمرير هذه الدعاية الجنسية تحول الذكروية الي حالة تطرفا جنسيا تجاه من حولهم ويشكل خطر بنفس درجة خطورة الارهاب علي المجتمع ...لذا نسمع اليوم اكثر من اي وقت مضي عن جرائم إغتصاب وتحرشات وتفكك اسري بشكل رهيب ..نحن أمام معركة قيم وهوية إذا لم نتسلح بالجراءة والمعرفة لتحصين المجتمع فإن الخسارة المجتمعية ستكون وخيمة ...

الأكثر زيارة