أ. محمد الدبعي
السبت 16 فبراير 2019 الساعة 18:06
هزة قلم!فبراير جديدة! نريدها حارقة مارقة!
أ. محمد الدبعي

الوطن شجرة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات
وتسقى بالعرق والدم!
‏تمر علينا هذه الأيام الذكرى الثامنة لثورة 11 فبراير 2011 بحلوها ومرها، يعيش الثوار خلالها مشاعر متضاربة بين الفرح والحزن، بين البهجة والألم، والنصر والهزيمة. فرحتهم نابعة من نجاح ثورتهم في كسر أصنام الهاشمية وإزالة عرشها بكسر رأس الصنم الأكبر هبل "عفاش" والأصنام الأخرى، ومن فضح الأحزاب والنخب، فأصبح يوم ١١ فبراير يوما وطنيا بقرار رئاسي. ويتملكهم الحزن و يعتصرهم الألم لأن ثورتهم لم تكتمل بعد أن إلتفت الأحزاب ودول الخليج عليها لإفشالها، وطردوا الرؤس المحركة لها، لكن الثورة في الحقيقة ما فشلت وإنما لم تستكمل المشوار.. فتوقفت عند هذا الحد.

ظلمت الثورة! وظلم الثوار! وظلم المواطن اليمني في كل شبر من الوطن! تكالب عليها الظالمون المجرمون!
عفاش والمؤتمر هم رأس الخطيئة.
يليه جماعة الشيطان الزاحفة كالحيات والعقارب القاتلة من كهوف مران، ومعهم الثعبان الأقرع الشيعي حزب الحق-د.
يليهم في الوزر الانفصاليون - الإنتقالي العفن - عميل إيران، وخائن الشعب والوطن.
ثم الأحزاب التي تقاسمت الوزر في سحق الثورة والوطن وبنسب متفاوتة!
وأخيرا دول الثورة المضادة السعودية والإمارات، وهؤلاء ظلمهم أقوى وأقسى، وأشد وأنكى:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة .. على المرء من وقع الحسام المهند!

ظلم حلف الخيانة والغدر لا يحتمل ولا ينسى:
إذا ظلمت فإن ظلمي باسل … مر مذاقته بطعم العلقم!

لن ننساه، ولن ينساه الثوار! ولن ينساه رب الأرض والسموات: "علمها عند ربي في كتاب. لايضل ربي ولا ينسى!".

تطفلتم علينا أيتها الطفيليات الحوثية، سرقتم ثورتنا أيتها الأحزاب، دمرتم وطننا الغالي أيها التحالف الخسيس، ولكننا لم نزل، وباقون.. ومستمرون!
لن نخاف أو نهاب.. لن نتردد في ركوب الصعاب..
نعم الخوف أخطر أعداء الإنسان!
فعلام نخاف؟؟؟ أعلى ارزاق قطعتموها؟ فالرزاق هو الله! أم على أقوات حرمتمونا إياها؟ فلن نجوع ولن نحرم لقمة قد قسمها الله لنا!
أنخاف على أرواحنا؟
فمن لم يمت بالسيف مات بغيره.. تعددت الأسباب والموت واحد!
هل تظنوننا نخاف على أطفالنا ونسائنا؟؟ لا.. أنتم مخطئون! فالأعمار بيد الله.. والذي خلقهم سيتكفل بهم، وما نحن إلا أدوات يستخدمها الرب سبحانه لخدمتهم، ولسنا أربابهم! قال (ص): "لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها!".

صحيح أن الخوف من القهر والذل، الخوف من الجوع والفقر، الخوف من المجهول يدفع الإنسان للخنوع والاستسلام. لكننا نحن اليمانيون لا نهاب ولا نخاف.. ولن نستسلم! نتألم فنصبر ونتحمل.. لكننا لا نرتضي عيش المهانة، ولا نقبل الخيانة.

لن تنالوا منا! لن تفتوا عزائمنا! لن تجبرونا على ما تخططون له، فنحن الثورة والثوار.. نحن اليمانيون الأحرار! سننتفض مرة أخرى، وستكون هي الفاصلة بإذن القوي المتين الجبار.
يقول رمز النضال والحرية الزعيم نيلسون مانديلا:
لا يدافع عن الفاسد إلا فاسد
ولا يدافع عن الساقط إلا ساقط
ولا يدافع عن الحرية إلا الأحرار
ولا يدافع عن الثورة إلا الأبطال
وكل شخص فينا يعلم عن ماذا يدافع!

أخي جاوز الظالمون المدى
فحق النضال وحق الفدا
أنتركهم يغصبون البلاد
ومجدَ السعيدة والسؤددا
أخي أيها اليمني الأبي
أرى اليوم موعدنا لا الغدا
اخي أسرف العرب في حربهم
تريد البلاد لهم معبدا
فصبرنا طال على غدرهم
ووقت الوفاء ضرب موعدا
أخي إن سقيتُ ثراها دمي
فنفسي أبت أن يقيم العدا
بلادي ستحميك عاري الصدور
فإما الكرامة وإما الردى.

أبشروا أيها الشباب، أيها الثوار الأشداء!
ثورتنا المجيدة لم تمت! فجمرها ما انفك متقدا!
انفخوا فيها فقط لتشتعل عليهم نارا عظيمة مجددا.
نريدها ثورة عارمة، حارقة مارقة!
حتى يتم الله نوره على بلادنا ولو كره الظالمون!
فاستعدوا يارجال! بالروح بالدم نفديك يا يمن!