أ. محمد الدبعي
الثلاثاء 4 ديسمبر 2018 الساعة 19:33
هزة قلم! .. من ركن على جارته….!
أ. محمد الدبعي

تتوالى علينا الصدقات من دول الجوار الشقيقة الحليفة، قائدات حلف العواصف: الحزم، الأمل..، وديعة بطيز وديعة.. وتتوالى علينا الخيرات والأخبار المبشرات، ونزلت - طلعت أسعار العملات، والوجوه الشاحبة تهللت، والأيادي الجافة المتشققة صفقت، ومن كثرة التحليلات والنقاشات والجوع والعطش الحناجر بحت……

سرى الأمل في النفوس اليائسة المظلمة كتيار كهربائي خفيف أضاء جنبات الأجساد المنهكة وأعاد لها قليلا من الدفء تشوفت من خلاله إلى بصيص الضؤ المنبعث من ذاك المستقبل البعيد القابع في ذلك المكان السحيق من أودية الأفق المسحوب بأحبال الشر والغدر والخيانة إلى ما وراء الإنتظار...

في مطلع العام الجاري، 15 مارس 2018 أعلنت السعودية تقديم ملياري دولار "وديعة" نقدية للبنك المركزي اليمني لإنقاذ الريال اليمني من التدهور، والتي لم يستلم منها البنك المركزي اليمني قرشا واحدا. ومع هذه الوديعة فقد الريال اليمني 40% من قيمته منذ منتصف يوليو/تموز الماضي وهوى إلى أدنى مستوياته بسعر 800 ريال للدولار.
يقودون حربا شعواء ليس على الحوثيين، بل على اليمنيين، ومنعوا الحكومة من تصدير النفط والغاز الذي يمثل 70% من ميزانية البلاد، ثم يبتزوننا بالإعلانات التجارية التلفزيونية الكاذبة إمعانا في التعسف والتجويع.
وفي الثاني من شهر أكتوبر من هذا العام وبعد طلب مقدم من الرئيس هادي، فإن العاهل السعودي وولي عهده وعدا الرئيس بالاستجابة لذلك والعمل على إنقاذ الاقتصاد اليمني من التهاوي، ووقف انهيار الريال والتخفيف من معاناة المواطنين.
وعقب ساعات من الاتصال الذي أجراه الرئيس هادي، نقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن أن الملك سلمان بن عبد العزيز أمر بتقديم مئتي مليون دولار منحة للبنك المركزي اليمني؛ من أجل تعزيز قيمة الريال اليمني أمام العملات الأجنبية. الله اكبر! ياله من سخآء في العطآء فاق الخيال!
أي ذلة وأي مهانة مزدوجة سببها الهالك عفاش لليمن وللشعب اليمني في حياته وبعد هلاكه. مزق البلد وأفقر الشعب، وسلم السلطة لقرود إيران الرافضية ليزيدوا في إهانة المواطن وسحق الوطن.
ثم جاء التحالف الذميم ليكمل القطع الناقصة في مربعات لعبة البازلي، ويواصل إحتقار وإذلال شعبنا اليمني المغلوب على أمره.
ولا تزال السعودية تمعن في زيادة معاناة اليمنيين، بعد أن حرمت اليمن من أحد أهم مصادر العملة الصعبة بتضييق الخناق على ملايين المغتربين اليمنيين داخلها، ولم تبق لديها إلا من صفق لها وأيدها.
لا الوديعة السابقة (مليارا دولار) وصلت، ولا المبلغ الجديد (مائتا مليون دولار) يفي بالغرض مقارنة بحجم الكارثة في بلد الحرب في مستعرة، ويحتاج إلى 16 مليار دولار كموازنة مالية سنوية.
ما تزعم المملكة تقديمه من مبالغ مالية لدعم الاقتصاد الوطني ما هو إلا فتاة يرمى به لإطعام منطقة نائية في ناحية من نواحي مدينة الحديدة ولا يقارب قيمة لوحة فنية يشتريها الأمير، وليس لدعم دولة بحجم اليمن وبحجم مأساتها ومعاناة أهلها.
وشهدت أسعار العملة اليمنية تحسنا ملحوظا خلال شهر نوفمبر من العام 2018, ليس بسبب اللقمة السعودية الكذابة (وديعة مائتي مليون دولار)، وإنما لأسباب أخرى لا يعلمها أغلب الناس، متأثرة بأحداث مقتل خاشقجي والضغوط الدولية على الحليفين السعودية والإمارات برفع الضغط عن اليمنيين وإعادة فتح الموانئ لتصدير الغاز والنفط وإنهاء الحرب.
أصبح أكثر من عشرة مليون يمني عاجزين عن توفير احتياجاتهم الأساسية من الغذاء، وفقا لتقارير الأمم المتحدة، ولا تزال المآسي تتوالى على الشعب، والأزمات تتفاقم، ولا انفراجة للحرب التي تراوح بين الحرب والحرب والسلم والحرب، إنهاكا للوطن والمواطن حتى يستسلم، ويسلم للقوى المتصارعة من أجل نهب اليمن وشعبه، وهي: الحوثيون - السعودية - الإمارات، ثالوث الشر.
أي حقد دفين يسير هؤلاء ضد اليمن وأهلها، وأية مطامع تدفعهم للانتقام من شعب يبحث عن إنسانيته وحريته.
ماذا جنى هذا الشعب ليستحق كل هذا السحق والإذلال؟؟؟
ربما جنايتنا أننا دائما نسلم رقابنا للرمضاء أو النار، مع تبادل أدوار أهل الرمضاء والنار.
نركن على فلانة وعلانة وزعطانة وفلتانة، ولا نركن على أنفسنا بعد الله تعالى.
فتاة بعد فتاة، ولقمة بعد لقمة، وصدقة وراءها صدقة، يبيعون لنا الوهم، ويسفوننا التراب.
من ركن على جارته بات جوعانا!
لا سامحك الله يا عفاش! لا سامحكم الله يا سلاليبن!
لا سامحكم الله يا آل سعود! لا سامحكم الله ياعيال ناقص! لا سامحكم ولا عفا عنكم!

وينك يا عبد بني عبس؟ وينك ياعنترة العبسي، ليتك تمنح ساسة اليمن وكبرائهم ومشايخهم بعضا من العزة التي باعوها بثمن بخس!
حكم سيوفك في رقاب العذل
وإذا نزلت بدار ذل فارحل
وإذا بليت بظالم كن ظالما
وإذا لقيت ذوي الجهالة فاجهل
واختر لنفسك منزلا تعلو به
أو مت كريما تحت ظل القسطل
موت الفتى في عزة خير له
من أن يبيت أسير نذل يركل (طرف أكحل)
لا تسقني كأس الحياة بذلة
بل فاسقني بالعزَّ كاس الحنظل
ماء الحياة بذلة كجهنم
وجهنم بالعز أطيب منزل.
 

الأكثر زيارة