فكري قاسم
الجمعة 18 مايو 2018 الساعة 01:44
رب البيت اليمني
فكري قاسم
اللي يسخروا من تدهور حال المؤتمر الشعبي العام أقولها بكل صدق مافيش في الساحة اليمنية كلها حزب أو فصيل يمكن اعتباره رب البيت اليمني غير المؤتمر الشعبي العام ولأسباب كثيرة أهمها أنه حزب يشبه اليمنيين، تماما، بمزناوتهم وطيبتهم وتشعوباتهم وتقلباتهم، ويكفي أنه الحزب الوحيد اللي تختلف معه وتشقدفه ولما تلاقي أعضاءه في اليوم الثاني تحصل الواحد منهم يقولك: دق ابتهم لما يصلحوا.
 
للمؤتمر الشعبي العام تحالفاته الخاطئة مثلما لبقية الأحزاب ومافيش حد أحسن من حد، على أن المؤتمر الشعبي العام حزب جماهيري كبير ومن الصعب تجاوزه بأي حال من الأحوال حتى وهو يتعرض للوعكات والزلات يبقى حزبا كبيرا.. حزب دولة ولديه ذخيرة شعبية مهولة هي في رأيي ضمانته الكبيرة لإعادة ترتيب البيت اليمني المتكسر، هذا اذا استفاد المؤتمر من أخطائه القديمة طبعا، واعتقد أن الدروس التي تلقاها حزب المؤتمر خلال السنوات العصيبة الفائتة كافية لأن تعيده إلى الساحة كحزب جماهيري كبير ضماره بسطاء الناس اللي لايعرفوا سني ولاشيعي ولا شيخ ولاسيد ومايعرفوا غير الدولة اللي هي امهم وابوهم وضماهرهم الوحيد في الدنيا.
 
ويكفي المؤتمر الشعبي العام ليعيد ترتيب أوراقه وسياساته أنه متواجد في كل قرية وفي كل مدينة وفي كل بيت يمني، وهو حاضر لديهم مثلما يحضر الخبز في المائدة، ويصعب بأي حال من الأحوال تجاوز هذا الحزب الكبير إلا إذا اراد المؤتمر الشعبي نفسه ان يجالس الصغار والخارجين عن النظام والقانون.
 
 
 
ويكفي المؤتمر الشعبي العام "الميثاق الوطني" كوثيقة إجماع وطنية يمنية خالصة، لو تم العودة إليها فقط والعمل بها لقطع المؤتمر شوطا كبيرا جدا في الطريق الى أحلام الجماهير اللي اتعبها كثر اللبيج والدحس وحروب اللؤام.
 
زمان كان المؤتمر الشعبي العام بالنسبة لي حزب المنتفعين والنافذين ولصوص المال العام، وهو في غالبيته كان كذلك بصراحة، أما اليوم فإن الأمر يبدو مختلفا جدا، والأحداث التي واجهها المؤتمر الشعبي العام من بعد ثورة 2011 وحتى الآن عملت به ساع لما ربة البيت تتحمل "المفرشة" حق الديوان للسقف وتجلس تنفظها بالعصا لوما يخرج منها كل الوسخ والغبار.
 
ويفترض أن المؤتمريين مايزعلوش من شباب ثورة 11 فبراير الأبرياء اللي خرجوا إلى الساحات بنية التغيير في سبيل الدولة المدنية الحديثة، قبل أن تمتد أيادي اللصوص لتسرق أحلامهم وتطلعهم مجاميع من الخونة والعفافيش.. والصح أن يقول المؤتمر الشعبي العام: شكرا ياشباب 11 فبراير لأنكم كنتم السبب في تخليص المؤتمر من تلك الوفرة الخائبة اللي كانت عايشة فيه بحافز الانتفاع وتحقيق المصالح الشخصية تحت عباءة الدولة.