صالح المنصوب
الأحد 18 مارس 2018 الساعة 11:45
قعطبة مديرية لا تعرف من يديرها
صالح المنصوب

 كلما أطلت علينا سحب تفاؤلية مبشرة بالخير وقلنا أن الأجواء ستمطر إذا بنا نجد من يعمل على تعكير هذه السحب ويحولها الى برق ورعد لا تصنع في الجو الا الكآبة ومناخ لا يبشر سوى بالضرر والندامة.

بمعنى ان ابناء مديرية قعطبة استبشروا خيراً بطرد الحوثيين الذين عكروا حالها , لبروز عهد جديد من وسط السكان لانتشالها مما هي فيه ويلبي تطلعاتها دون النظر الى المصالح والقوة , لكن تأتي المفاجئة أن تتبدد تلك الاحلام وتحول الى كابوس مرعب لأبنائها , فسقوط شهداء في حوادث عبوات ناسفة متفرقة وغياب أمني تام فيها , وصراع هناء وهناك لم يتم اخماده , في ظل تواجد ألوية عسكرية متعددة بداخلها التي أضحت تتصارع مع بعضها , اذا كانت هذه القيادة فكيف بالمواطن , تبددت احلام السكان وتطلعاتهم  وتحولت الى ألم وحسرة فيهم.

يبحثون عن قائد يخرج من وسط الجماهير ومن رحم المعاناة يملك إرادة حرة يخوض التجربة بنقاء بعيداً عن التجيير , والى اللحظة جاري البحث , عن القائد الذي يصل بحب ونقاء بعيداً عن المجاملات , قائد يتخذ القرار لنفسة  ويدرك انه الصواب  لا تابع يتم تحريكه كدمية فقط من قبل البعض الذين لا يريدون لأي قائد الا ان يكون عبرهم وتحت قبضتهم  والا فمصيره الفشل, نبحث عن قائد فيه صفات التواضع والنقاء والصفاء وحب الخير للجميع .

نرى قعطبة اليوم تفتقر لذلك  واستغرب ممن يصفقون ويطبلون تضليلا وتزلفاً  لأصحاب الايادي المرتعشة الغير قادرون على البناء الذي كان لهم تجربة في الماضي  , ولن نكون أبدً منهم , تعلمنا الحرية ان نقول ما هو صواب وننتقد ما هو سلبي .

بدلاً من التصفيق والمديح لسيل التعيينات الغير قانونية لمدير عام قعطبة الجديد الذي قام بتغيير مدير ادارة التربية و الذي يشيد الجميع بنجاحة لإرضاء بعض الاطراف من أجل البقاء , ووصفوه بقرار تعسفي , عاراً عليكم ان تصمتوا على تغيير الشرفاء والتلاعب والعبث و الجبايات على اصحاب المحال الذي تطالهم   والأنفلات الحاصل , والعار الأكبر هو انشغالكم بتحسين الصورة الذي نراها من بعيد مخدوشة واتضحت ملامحها , لكن لكلاً منا ماضي هو ما يظهر صورته .

على الجميع الاتجاه نحو الواقع لحال السكان وتتبع معاناتهم لا الانشغال بمن يحكم . الأمن يدار بعدد من الرؤوس واقسام شرطة تعددت في المديرية وبعضها وجدت لدعم طرف ضد أخر . يهان القانون وتنتهك الحريات من يدعون انهم في حمايته و وتحضر البندقية ويغيب السلام فيها .

أكتب بحرقة على حال  مديرية قعطبة , التي تسودها حالة من الفوضى صراع بين ابنائها ومشاكل لا حصر لها , فبدلاً من التنافس في ايجاد الحلول واخماد نار المشاكل , يأتي الانقسام  بكل صورة .

هناك جماعات لا تعرف من يمثل الدولة  قسم شرطة هناء وقسم هناك , لا اخفي ما قاله لي رجل امن ان  شيخ يسجن وضابط يفرج وآخر يقول ما دخلك هذا حالنا .

حالة لا تختلف عن المناطق المحررة الاخرى , هل قد يكون ذلك متعمد ام انهم بلا امكانيات وبجهود ذاتية , لانعرف الى اللحظة.

 يتمنى الكثير من ابنائها ان تكون النموذج  الذي لا لبس عليه ولا غبار, لكن هناك من لا يعيشون الا بالفوضى .

في الآونة الاخيرة تم تعيين مديراً لها  ولم يمضي على فترة المدير السابق سوى ثلاثة شهور تقريباً ولازال في البداية , واعلنوا الحرب عليه منذ أول لحظة لأنه لم يكن أداة لهم , و في ظل انقسامها الى محورين لانعرف المدير الجديد  أي محور يمثل , فكلاً له انصار وكلاً يعمل للنيل من الاخر,  لكن المحورين اخفقوا بل فشلوا وكل الشواهد تقول ذلك  ولم يقدموا الصورة الجيدة , البعض تحدث عن الانجازات وتحريك الحجرة التي ستبني سور قعطبة الكبير وآخر يحكي عن اساطير هذا المدير , ننتظر ما سيقدم ونتابع كل جديد في مديرية التاريخ الذي  منها انطلق الاحرار وفيها كان اللقاء الشهير بين الحمدي وسالمين.

 قد يتصور البعض اننا نزايد او مدفوعي الأجر في هذا الزمن بل نتألم ونضع الصورة الحقيقة للسكان الذين يعانون ويتألمون كل يوم  ولا يجدون من المنجزات  سوى الجوع والخوف والعبث والفوضى لأن هناك من يجمع الجبايات ولا يرحم  وطنه الذي يعتبر هؤلاء جزء منه , وتذهب في الاسراف والتبذير , ناس تجوع وناس تتناول أعواد القات بعشرات الالاف من هذا المال , والجائعين على بعد امتار من مقر مقيلهم , أهذه هي الانسانية .

أقول لكم جميعاً الجميع يحلمون بوطن نظيف, وطن المؤسسات ودولة القانون الذي ناضلوا من أجلها أم ان النضال تحول الى فيد ومصالح , يجب ان يكون هناك وعاء للضرائب , وبطرق قانونية عبر الموظفين , وإزالة كل مظاهر الجباية , وتفعيل دور القضاء ومؤسسات الأمن والقضاء على المظاهر المسلحة , وعدم أتاحة الفرصة للفوضى ومن يحلمون بالفوضى هم كابوس وسينتهون , وحدوا الصفوف وانطلقوا لبناء المديرية , اما الايادي المرتعشة والتي تلهث وراء المصالح والتعيينات فهي قيادات هلامية ولن تبني وطناً.