ناصف محمد
الأحد 11 مارس 2018 الساعة 01:38
قطر وزناالمحارم
ناصف محمد
 
في الآونة الاخيرة نشر عددا من الناشطين المحسوبين علي مليشيا الحوثي 
عددا من التغريدات والمنشورات والتصريحات التي تغازل دولة قطر ..تزامنا مع تصريحات ممثالة من شخصيات اعتباريه من وحزب الاصلاح تهاجم دول التحالف خصوصا الإمارات...هذه التصريحات ليست مجرد رأى يبديه البعض بقدار ما هي ..اشاره الي .تقارب بين التيارات الدينية برعاية قطرية حيث ...يتم من خلال تلك المنشورات والتغريدات جس نبض القواعد التابعة للمليشيات العقائديه وتهيئتها للقبول ..باي خطوة نحو اعلان تحالفهما...نكاية بالمؤتمر جناح الرئيس السابق صالح او ما يسمونه قيادات النظام السابق ...الفوبيا التي يخوفون بها قواعدهم للقبول بشكل اخر من التحالفات
وبالعودة الي تأريخ علاقة قطر مع مليشيا الحوثي فالجميع يعلم ان دولة قطر وخلال الحروب الست التي دارت بين تلك الجماعة ونظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح ... كان لدوله قطر اليد الطول في دعم مليشيا الحوثي واخذت علي عاتقها دعمها مادياًوعسكرياًواعلامياً...من منا لا يذكر قناة الجزيره التي كانت الوحيده المصرح لها الدخول الي مناطق مليشيا الحوثي لتغطيه سير المعارك دون سواها ...وفي كل مرة كان يتقدم فيه الجيش تتدخل قطر لوقف الحرب وتدفع اموال طائلة لمليشيا الحوثي بهدف اعادة تأهيلهم لمواجهة نظام صالح وإضعافه 
واستنزافه وفي المقابل تعمل علي تقوية معارضيه من حزب الاصلاح ...قطر التي التزمت الصمت إزاء تقدم المليشيا تجاه صنعاء الي أن تم الانقلاب علي السلطة ودخلت التحالف العربي مكرهةً كما صرحت بذلك ...وحرصت علي التواجد في صفوف الشرعية عبر الإخوان المسلمين وظلت تدعم لوجستيا مليشيا الحوثي الي حين كُشفت واخُرجت من التحالف العربي..بعد سلسله إخفاقات وخسائر..وأحداث مؤلمه تلقتها الشرعية واُشارت اصابع الإتهام الي قطر من قبل الإمارات والسعودية
وتفاقمت الخلافات بينهم الي ان صارت أزمة خليجية....وعقب تلك الأزمة بدأت التغييرات وضحه في السياسية القطرية وسخرت كل إمكانياتها الإعلامية والدبلوماسية والمالية في سبيل عرقلة عملية تحرير اليمن من سطوة مليشيا الحوثي وأعلنت بوضوح تقاربها مع إيران وتناغم مواقفها السياسيه معها في كل المحافل الدولية تجاه اليمن ...اليوم يطل علينا ساسه مليشا الحوثي عبر صفحاتهم الإجتماعية والقنوات التلفزيونية يمدحون مواقف قطر ...ولا نستغرب ذلك 
لأنها ببساطة كان لها الفضل في تعثر تقدم الشرعية وإطالة امد الصراع حيث بات معلوماً دور حزب الإصلاح في فرملة تقدم الجيش الوطني ومساعيه للسيطرة علي مقاليد الحكم والتحكم بمجرايات الأمور السياسية وتفريغ 
كل القرارات الراميه إلي ترتيب الدولة عبر أذرعها...هذه المستجدات لفتت إنتباه كل المتتبعين للأحداث في اليمن عسكرياً وسياسياً ...حيث يبدي بعض المعارضين لحزب الإصلاح في صفوف مليشيا الحوثي ...إستغرابهم من سعي بعض قيادات المليشيا الي ترميم صورة قيادات حزب الإصلاح في الوسط القبلي ...ويبدو أن مخاوف حزب الإصلاح من عودة قيادات مؤتمرية سياسية وعسكرية الي الواجهة ...وتوحيد صفوف حزب المؤتمر 
تنسجم مع مخاوف المليشيا الحوثية من عوده تلك القيادات الي هرم الشرعية خشية الإنتقام ..أضافه الي خسارة حليفهم قطر لمشروعها في اليمن ..ويرون أن مساعي المصالحة التي أطلقها صادق ابو شوارب أحد قيادات أنصار الله لتقريب وجهات النظر بين قيادات إصلاحية وحوثيه تهدف الي توحيد الجهود لمواجهة قيادات المؤتمر وإفشال عملية تحرير اليمن لصالح المشروع القطري وان تلك المصالح جائت بتوجهات قطرية ...اذ تظهر توكل كرمان مهاجمة الشرعيه وقوات التحالف ويظهر اليدومي امين عام حزب الاصلاح مشككاً من الدور السعودي والإماراتي في اليمن ..وتختفي حدة الموجهات الإعلامية والسياسية تدريجيا بين المليشيا الحوثيه وحزب الإصلاح ...ويوجهون كل تصرحاتهم ووسائلهم الإعلامية ضد المؤتمر وقياداته...ويكشف هذا عن إتفاقيات ضمنية ترعاها دوله قطر ...دون شك .... بين تيارات الإسلام السياسى
هذه التغيرات المتلاحقة في الولائات. والتحالفات السياسية والعسكرية بين أطراف الصراع الدائر اربك المتتبعين للشأن اليمني ...وكشف ايضا أن بعض القوي السياسية تنصلت عن هدف اعادة الشرعية الي سياسة 
شريعة البقا للاقوى..التي تنتهجها اليوم قطر عبر اذرعهاالحوثية والاصلاحة (الاخوانحوثيه) ..وباتت الأمور أكثر غموضاً تجاه مستقبل اليمن ...لكن وكلاء قطر لا يدركون ان قطر قد تقبل بالتضحية بأحد الفصيلين حال قبول طرف في المعادله السياسية القادمة ...ضماناً لمستقبل مصالحها الاستعمارية...عبر الوكلاء وهو ما تنتظره للتفاوض بشأنه من قبل دول التحالف والشرعية....
فمليشيا الحوثي لا تخفي اليوم مطلقاً ... تقبلها لحزب الإصلاح شريكاً وحليفاً إستراتيجي لها ..في مواجهة حلفائها بالأمس خصومها اليوم من المؤتمرين...ففي جلسات مقيلهم...بات حديث قيادات مليشيا الحوثي عن ضرورة التقارب والمصالحة مع حزب الاصلاح (الاخوان المسلمين)..حماة العقيده...التي تدعي المليشيا انها في صدد الدفاع عنها وأن قيام دولة إسلاميه علي غرار نظام إيران يضم حزب الإصلاح ....هو السبيل الأمثل لمواجهة أعداء الإسلام وعملائهم في الداخل والجوار...(وفي التاريخ شواهد كثيرة عن رعاية إيران لجماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا قديما يمجدون الخميني ويسموه قائد الثورة الإسلامية والصحوة الاسلامية في ادبياتهم واناشيدهم الوطنية وكانوا يرونه حامي حما الإسلام وإلي وقت قريب وقفت ايران بصلابة مع إخوان مصر بعد الإطاحة بهم ولاتزال علاقتهم في انسجام الي يومنا هذا بغض النظر عن الخلافات الظاهرة البسيطة ) ودون الحاجه الي مزيد من الأدلة يمكننا الننظر إلي جبهات نهم وتعز وغيرها من الجبهات التي تديرها قيادات محسوبة علي حزب الإصلاح ... وهي لموتراوح مكانها منذو سنتين تقريباً
ولا نحتاج الي تأولات فدولة قطر ليست سوي مدير تنفيدي لتطلعات إيران وتركيا وراعية للتيارات الدينية ...فكل خيوط اللعبة باتت واضحة للعيان ولا تحتاج للفلطحة السياسية ...ويبقى السؤال هل تخضع الإمارات والسعودية لشروط قطر 
وهل تمتلك دول التحالف العربي طريقة للحيلوله دون لي ذراعها ...هل هدف أعاده الشرعية لا يزال ضمن أولويات عاصفة الحزم وإعادة الأمل والمباحثات السياسية ... ام أن قطر ستحرز إنتصارا..وتسحب البساط علي كل القوى الأخرى ..؟