سمية الفقيه
الاربعاء 30 أغسطس 2017 الساعة 14:00
هل دماء التعزيين، رمادا ؟
سمية الفقيه
 
كل ثانية تمر على تعز، لا تحسب بعقرب الساعة الزمنية، انما بحرقة الأكباد،وانين الأرواح،و الألم والجراح اللذان يمزقان كل بارقة للحياة في تعز..القتل الممنهج والحرق الممهور بدماء البسطاء والكادحين والبؤساء، هو الذي يقاس به الزمن في هذه المدينة المنهكة، التي لم تعد تنام ابدا،وتظل تسابق الوقت بأنفاس أهلها المهترئة، المنتظرة لقذيفة طائشة، وقتل يطال الحجر والبشر منذ ثلاثة اعوام.
ثلاثة اعوام وثرى تعز يتشرب الدماء المسفوكة بغير وجه حق،ثلاث سنين واليتامى والارامل والامهات تسقي بدموعهن مقابر ذويهن وفي كل بيت جرح والم ونزف لن تمحيه سنين هذا الزمن القبيح.
مجازر تلو المجازو ونعوش محمولة بكل المقاسات، اطفال عجايز ،شباب، نساء، رضع ،واجساء ممزقة واشلاء متناثرة واطراف مبتورة ،ومواجع شتى، بحيث لم تعد تعز الا مدينة الجرح العميق والدم الذي لا يجف.
واليوم ،ها هي مجزرة جديدة في بير باشا إثر قذيفة غادرة، مباغتة ،يمهرون العيد بلون دماء التعزيين،اضحية بدماء التعزيين المسفوكة،واشلاءهم الممزقة،بينما الصمت يخرس الجميع عن قتل تعز. 
كل هذا الأسى، والقتل والدماء يعانيه التعزيين،بينما كل اليمن و العالم اجمع ،يسمع ويرى،انما الكارثة الاعظم، ان لا احد يستنكر ،ولا ينادي بوقف كل هذه الهمجية والتوحش على تعز. فلماذا تصمتون على قتلنا وسفك دماءنا؟؟
السنا يمنيين كأنتم؟ اليست دماءنا يمنية كأنتم؟اليست امهاتنا كأمهلتكن واباءنا كآباءكم؟اليست امنا اليمن هي امكم؟اليست اعراضنا واموالنا وبيوتنا وحياتنا،حرام على القتل دون وجه حق،كأنتم؟ لماذا هذا التشفي والابتسامات الصفراء لكل مايحدث لنا في تعز ؟
التي تُسفك دماء اطفال، ونساء وغلابى وجوعى وعطشى لا علاقة لهم، لا بحرب، ولا سلاح، ولا ذخيرة ،ولا مناصب ولا كراس..هم مجرد تعزيين، بسطاء كادحين بؤساء، غلابى، لايحصلون على اللقمة وعلى شربة الماء الا بشق الانفس،باعة متجولين على باب الله،نساء بائسات هدهن الزمان من شدة الهم والقهر،اطفال لم يروا من الحياة إلا مُرها ،ومن العمر إلا حنظله،عجائز، حفر الكد اخاديده على تعرجات وجوههن،بؤساء لا تصل اللقمة لجوفهم ولا شربة الماء الا بعد كد ومشقة وحرقة روح،كلهم بسطاء،جائعون مشردون على باب الله وليسوا ارباب حرب ولا مشعوذين ولا كهان ولا سحرة.. اتقوا الله في التعزيين وقولوا كلمة حق وكفاكم سحقا لهذه الدماء البريئة بصمتكم المخزي والمهين..
يهتز اليمن بأكمله، ونحن معهم نتزلزل حينما تُراق قطرة دم بريئة على ارض اليمن ،سواء في صنعاء او عدن، بينما مجازر شبه يومية تتجرعها تعز، ولا وجود لمن يقول حراام عليكم مايحدث لأبرياء تعز وبسطاءها. 
واسفاه،يبدو انه حتى في الدماء اليمنية ثمة وساطة وثمة مناطقية بغيضة وثمة اجرام لا حد له ولا مدى.توقعنا من الحرب كل شئ،كل شيء،انما لم نتوقع يوما ان تكون دماء التعزيين هكذا رمادا وترابا بينما دماء الغير ماس.رغم انها كلها دماء يمنية غالية ومحرمة عن إله السموات،و يفترض ان تُعامل بنفس الانسانية والآدمية والضمير.. حسبنا الله ونعم الوكيل..