صالح المنصوب
الجمعة 25 أغسطس 2017 الساعة 16:57
متى ستحرر مدينة قعطبة من الفوضى ؟
صالح المنصوب

  لم تمضي سوى ايام فقط لم تجف فيها الدماء الزكية للشهداء الذين قضوا نحبهم في 14 اغسطس , اليوم الحزين علينا جميعاً , الذي اتمنى ان لا تمر كسابقاتها دون العثور على المجرم , وعاراً علينا ان تناسينا او غفلنا دون متابعة, بالرغم من ذلك لاتزال الفوضى والانفلات الامني والجباية وتعطيل المؤسسات جاثمة بكل تفاصيلها على صدور ابناء المديرية, وكل يوم تكبر وتتعاظم  حتى انها وصلت الى مرحلة الفتك بهم والمرور بدون عقاب .

يجري الحديث انها تديريها حكومة الشرعية , لكنها في الاصل تعيش مرحلة اللا دولة , لا تجد سوى الفوضى التي وخراب القيم , لا تعترف من يديرها  , وانفلات امني سبب برحيل خيرت شبابها , وجبايات في الاسواق والطرقات  الى جيوب اقطاعيين غرقوا في وحل الفساد , يتمترسون خلف الشرعية , بسببهم زاد الغضب والحنق من الشرعية وكثر الساخطين عليها ,والمحزن تصارع القوى الامنية  والعسكرية التي يعول عليها المواطن بحمايته وحفظ الامن .

ومن يتشدقون تحت اسم الدولة هم الطابور الذي يدمر ويعطل المؤسسات , واصبحت لامعنى ولا قيمة لها في ظل وجود البندقية والاستعراض بالأطقم من جماعات تمارس دور الاقطاع , فالخوف يزيد من بناء امبراطورية مالية وعسكرية يتحكم بها نفوذ معين دون وضع حسابات لذلك , ونعود كما كنا دويلات وممالك كالزمن القديم.

المعاناة التي يعشها ابناء المدينة لم يتم التحدث عنها وتقابل بصمت وغض الطرف وكلاً يضع نفسه انه غير معني بما يجري, والسبب يعود لتحالف المصالح الصامت لأنه المستفيد  من بقاء الأمور سائبة , الجباية في النقاط ملايين تذهب الى جيوب خاصة تتقاسمها  بنهاية كل يوم , نقاط في الطرقات لا هدف لها سوى فتات المال القبيح , وابتزاز القاطرات والمركبات ويتكرر المشهد في مدن  اخرى , امنياتهم غياب الدولة التي يسترزقون باسمها , وما يؤكد هي توالي الانفجارات والقتل والاشتباكات بين فترة واخرى .

في المدينة يتصدر المشهد الاشرار ويختفي وربما همش الاخيار , واصبح يقودها جماعات طيش  لا تعرف النظام او القانون او الرحمة , لذا نسمع عن مدينة محررة  لكنها لم تحرر اصلاً من الاقطاع المتجذر فيها  الذي لا يعيش ولا يتكاثر الا بالفوضى  .

فهل آن لابنائها ان يتحركوا ولو بالقدر البسيط للمطالبة بتحرير قعطبة من الفوضى وعودة الجهاز الامني , وعودة المؤسسات المعطلة , وترتيبها حتى يدرك الجميع ان هناك دولة.