نهى سعيد
الاربعاء 19 يوليو 2017 الساعة 18:02
ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ
نهى سعيد
 
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻗﺮﺃﺕ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﺷﻜﺴﺒﻴﺮ "ﻣﺪﺍﺩ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻣﻘﺪﺱ ﻣﺜﻞ ﺩﻡ ﺍﻟﺸﻬﻴﺪ" لم ﺍﻫﺘﻢ لهذه العبارة ﻛﺜﻴﺮﺍ ﺍﻻ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺎﺑﻌﺖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﺍﻟﻔﻜﺮﻱ ﺍﻭ ﻣﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﻤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻔﻜﺮﻳﺔ، أو  ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺑﺎﻟﻜﻠﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻢ ﺑﺎﻟﺘﻮﺯﺍﻱ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺍﻟﻤﻴﺪﺍﻧﻴﺔ ﺿﺪ ﺍﻻﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﻮﻗﻮﻑ ﺿﺪ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺸﻜﻞ عام .
 
 
اليوم وأنا ﺍﻣﺮ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﺍﺷﺎﻫﺪ تلك  ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻠﻘﺼﻒ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻠﻴﺸﻴﺎ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﺍﻥ ﻛﻞ ﺧﻠﻒ ﻗﺬﻳﻔﺔ ﺳﻘﻄﺖ ﻋﻠﻰ ﺗﻌﺰ ، ﺧﻠﻔﻬﺎ ﻓﻜﺮﺓ ﻣﺤﺮﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺪﻣﺎﺭ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﻣﻨﺬ ﺍﻻﻧﻘﻼﺏ ﻭمحاولة اجتياحها.
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻒ ﺍﻵﻥ ﺧﻠﻒ ﺩﺑﺎﺑﺔ ﺳوﻔﺘﻴﻞ ﻳﻄﻠﻖ سيلا من ﺍﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺍﻥ ﻳﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺯﺭ ﺍﻃﻼﻕ ﺍﻟﻘﺬﺍﺋﻒ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﺟﻤﺠﻤﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ أﻓﻜﺎﺭ مغلوطة  ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻧﻪ ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺍلتكفيريين  ﺍﻭ ﻣﻦ ﻳﺼﻔﻬﻢ ﺯﻋﻤﺎء ﺍﻧﻘﻼﺏ ﺍﻳﻠﻮﻝ ﺍﻻﺳﻮﺩ "ﺑﺎﻟﺪﻭﺍﻋﺶ".
 
بقذائفه تلك  قتل ما يزيد عن ألف قلم من أقلام هذه المدنية العظيمة الصامدة ، وبنقاطه العسكرية المنتشرة في أرجاء البلاد، قد كمم واعتقل آلاف الكلمات الحرة حتى أصبحت السجون نفسها تبكي ألما.
 
منذ أن اكتسحت اﻹمامة السلالية عموم اليمن منذ مئات السنوات  وهي تحاول أن تخمد الفكر المتنور فلاحظنا ذلك كثيرا في  حروبها ضد اليمنيين و التي قتلت الكتاب والعلماء والمثقفين والسياسيين الذين يخالفوا سياستها، ومن جهة أخرى أصدرت الكثير من الفتاوي المحرمة ﻷي فكر متنور ترصد من خلاله بعدا قد يمثل خطرا لاحقا من حقه أن ينهي حكمها.
 
واليوم ندرك  أن تسليح الشعب فكريا لا يقل أهمية عن التسليح العسكري للمقاومة ، وهو ما يمثل خوفا وخطرا حقيقيا ضد الفكر الامامي السلالي المنغلق ،  لذلك سرعان ما تم استخدام المساجد والمدارس  وكل منبر متاح لعملية الغسيل الفكري ابتداء والترويج لفكرة الإمامة تحت خرافة آل البيت وأحقيتهم في الحكم  ، وفي المقابل أنتج الفكر المتطرف للحوثيين ظهور فكر ديني مضاد أخر بنفس الدرجة من التطرف والغلو يظل خطرا على مشروع الدولة المدنية الضامنة للمواطنة المتساوية وهو ما يستدعي مقاومة فكرية من نوع أخر تنطلق من فكر الدولة المدنية الضامنة لكل اليمنيين .
 
 
وﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺍﻓﻜﺮ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎلة، ﺗﺼﻔﺤﺖ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻓﻜﺎﺭ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻭﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍلصحفية ﻭﺷﻌﺮﺕ ﺍﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﻘﺎﻭﻣﺔ ﻓﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﺗﻨﻤﻮ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﻟﻬﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ وﺍﺳﺘﻌﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ونبذ التطرف الفكري الذي من حقه أن يخدم السلالة الطائفية وجماعات أخرى، وتستفيد بطريقة أو بأخرى من دفن العقول اليانعة في مستنقعات التخلف.
ومع انتباه الفكر المتطرف لبعض القوى الدينية سواء الخاصة بالفكر السلالي الطائفي أو الأخر الديني  المضاد له بدأت تصفية تلك العقول التي خرجت من قمقم دولة ولاية الفقيه أو أوهام الخلافة ولكن ذلك لم يقف عائقا أمام ازدياد عدد الكتاب القارئين للحياة السياسية أو الفكرية بشكل جيد ، وأرى نسبة عالية من تداول كتب وروايات إلكترونية في مواقع التواصل وكلا يتباهى بالكمية التي قد قرأها وعدد الكتاب الذين يحب القراءة لهن، وذاك بدأ في كتابة الشعر وذاك تعلم دراسة الرسم والموسيقى.
 
هكذا هي المقاومة الفكرية التي بدأت تنضج اليوم  وهذه هي العقول التي  نعول عليها في إنهاء الحرب العبثية القائمة على الفكر المتطرف  بما يعزز مشروع المقاومة الفكرية الرافدة لمشروع الدولة المدينة والهوية الوطنية اليمنية وهو ما يجب علينا أن نوسع الكتابة فيه وتناوله في كتابات أخرى أكثر تفصيلا .