سمية الفقيه
الجمعة 26 مايو 2017 الساعة 00:41
كتائب الجوع.
سمية الفقيه
 
للسنة الثالثة على التوالي،ها هو ثالث رمضان يعود إلينا ونحن في أسوأ حال،ومازلنا نغوص في وحل من المآسي والكوارث الإنسانية التي تنأى عن حملها الجبال ،وحملها المواطن اليمني بروحه المنهكة ،وقلبه المقتول.
 
لثالث سنة على التوالي،والحرب مازالت مستعرة على أشدها،والأخوة الأعداء مازالوا بنفس درجة العداء والبغضاء والحرائق تشتعل في أرجاء اليمن، والقتل و كتائب الجوع يحصدان الضعفاء .
 
عاد رمضان،ولم تعد العقول إلى رشدها،وإلى يمانيتها ،وحكمتها،التي أثبتت نيران الحرب أن اليمنيين أبعد ما يكونون إلى الرشد والعقل والحكمة.
 
عاد رمضان،ونحن مازلنا في عنق الزجاجة ،ويجهل اليمنييون كيف سيكون شهر الرحمة،ونحن أبعد مانكون عنها!..كيف سيكون رمضان والمواطن اليمني يتضور قتلًا وجوعًا ومرضًا ،بعد أن تكالبت عليه كل المآسي، وبلغت القلوب الحناجر، بينما تجار الحرب في الداخل والخارج مازالوا يستثرون أوجاعنا لمزيد من المكاسب والمصالح النتنة.
 
عاد رمضان، واليمني الكادح مُحاربٌ في قوت يومه، ورغيف العيش،ومازال للشهر التاسع بلا راتب،يحيا الذل والإهانة بأبشع صورها ،وما من مُجير،يقيه صراخ الأمعاء الخاوية، وبكاء الأطفال ومرارة الهوان.
 
عاد رمضان ،واليمنيون يعيشون حالات مأساوية مروعة،والفقر قد تدلى حتى الأرض السابعة، بينما سُلطة الداخل ينعمون بخيرات البلد دونما أي مبالاة لعذابات نتجهرعها للسنة الثالثة..وأيضا سُلطة الخارج يعيشون الترف بكل أشكاله، وقد تحوّلت الحرب ،كأوزة تبيض لهم بيضًا من ذهب، وما أسهل الجوع على السلطتين،وما أبشع أن تعيش في وطن تحوّل حكامه لوحوش سائمة لا تشبع ولا تقنع ،وقد تجردوا من كل ضمير،ونزاهة و وطنية وآدمية، ،يصرون على المراهنة على شعب تزداد فيه كتائب الأموات والجوعى ، يربطون بطون الأطفال والعجائز، بينما هم وأطفالهم يعيشون رغد الحياة ونعيمها.
 
فأن تبني جاهك وسلطتك على أنقاض البطون الخاوية،فهذا يعني قمة الانحطاط القيمي، في وطن لم يبقَ فيه سوى اللصوص والانتهازيون والأشد إجرامًا ودموية.
 
 فيا سُلطتي الداخل والخارج،راعوا الله في هذا الشعب المنكوب،الذي أنتم أول نكباته، على الأقل دعوا لقمة عيشه بسلام، وافرجوا عن راتبه المسجون للشهر التاسع في بطونكم؛ ليشتري في رمضان كسرة خبز، ولو يابسة،أم انكم نسيتوا أن هناك إله يطلع على كل آثامكم، واجرامكم في حق هذا الشعب المسكين.وكيف ستطلبون من الله الرحمة في رمضان،إذا كنتم لم ترحموا ،ولم يهتز لكم رمش عين واحد، لكل الأسى والشقاء، الذي نعيشه منذ ثلاث سنوات ،حتى اللحظة!؟ فمن لا يرحم،لاااااا يرحم