ترجمة خاصة: سر الخلافة في عمان.. من يخلف قابوس ؟؟
الجمعة 28 ابريل 2017 الساعة 23:43
اقراء ايضاً :
id="cke_pastebin"> صفت صحيفة كريستيان ساينس موينتر سلطان  عمان قابوس بانه زعيم عليل  لبلد صغير الا انه بلد ثري  ففي  ذلك البلد الصغير الثري فالسلطان  يمثل  رئيس الوزراء ووزير الخارجية والقائم باعمال وزير الدفاع كما هو الحال في بقية مجلس التعاون الخليجي. كما ان صور السلطان قابوس تلوح في الأفق وتحيي الزوار في المطار ويزين اسمه الطرقات والمدارس والمستشفيات والموانئ والملاعب الرياضية والجامعات كما ان أكبر مسجد في اغلب المدن يحمل اسم قابوس وهذا ميزة من ميزات المجتمعات المسلمة حيث يبقى هذا التسمية  كوقف للميت.
 
كل عماني لديه قصة  تقريبا عندما زار السلطان مدينتهم أو قريتهم، لمساعدة  اباءهم، أو قام شخصيا بافتتاح مدرسة أو محطة للمياه. فلذلك فان  الولاء في عمان هو ولاء للسلطان قابوس.
 
اما الآن فان الاهتمام   بصحة السلطان الابتر العليل البالغ من العمر 76 عاما،  قد تحول بشكل طبيعي نحو خلفه. ولكن هناك مشكلة! لا أحد يعرف من سيكون خليفته؟!.
 
وذكرت الصحيفة ان استقرار عمان له أهمية بالنسبة للمنطقة، والعالم، بسبب موقع البلاد بالقرب من مضيق هرمز من إيران. ويتشارك البلدان في السيطرة على الممر المائي الخليجي الحيوي، الذي يشكل 20٪ من ممرات امداد  النفط العالمي.
 
 
 
ويعترف الدبلوماسيون الغربيون في العاصمة مسقط بأن مضيق هرمز قد حاز على  "الجائزة الكبرى" في التنافس بين السعودية وايران، وقد يكون "مصدرا للنزاع المقبل" في حال فقدت عمان دبلوماسيتها الحساسة للتوازن بين الثقلين الإقليميين.
 
وطوال فترة حكم السلطان قابوس الذي امتد لخمسة عقود  حبث  وصل إلى السلطة في انقلاب لم تسفك فيه الدماء بعد عقود  من الاضطرابات والانقلابات للسيطرة على الحكم ، حيث ان اهم  ما سعى الىه السلطان قابوس   هو تحقبق الاستقرار وذلك لمنع المؤامرات  الداخلية للسيطرة على الحكم ، وكذلك التدخل الخارجي من قبل القوى  الإقليمية او الاقتتال بين القبائل العمانية.
 
وفقا لما قاله المحللون والمراقبون فان السلطان  قابوس قد مر بفترة طويلة من الاستقرار حيث ان ذلك يعتبر جزء من ارثة فقد  حافظ على خطط تعاقبية غامضة من ضمنها لغز سرية الخلافة المعقدة و انتخابات مجلس الاسرة وكذلك المنح الاكاديمية التي صممت  على شكل ظروف مغلقة.
 
 
 
يتفق الجمبع ان مهمة السلطان المقبل أيا كان ستكون مهمة طويلة وعليه ان يكسب  ثقة الجمهور الذين يعرفونه هو فقط ويستفيد من تجربة قابوس حيث ان اكبر التحديات التي تواجه مستقبل عمان هو الاقتصاد العماني  المعتمد على النفط  وكذاك الحد من الاضطرابات الاجتماعية كما ان هناك مخاوف حتمية من  انخفاض عائدات النفط .
 
الاب الحامي: 
 
ان السلطان الايتر قابوس الذي استخدم الثروة النفطية من اجل بناء دولة استراتيجية كي تكون لاعب مهم في الخليج العربي قد وضع امر  خلافته  في وضع سري لمحاولة ضمان استقرار بلاده حتى ولو على المدى القصير.
 
 
 
السلطان قابوس وضع نفسه منذ فترة طويلة في المقدمة  والوسط  كاب وحامي لعمان. لقد طور قابوس البلاد من بلاد فقيرة وذات ركود الى دولة حديثة ولاعبا رئيسيا على المسرح العربي اذ انه حينما وصل إلى السلطة في عام 1970، كانت عمان واحدة من أفقر البلدان في المنطقة. ولم يكن لديها سوى ثلاث مدارس،   وكانت نسبة السكان الأميين 66 % ،  88 % من هذه النسبة كانت  من النساء. وكان واحد من كل خمسة أطفال يموتوا قبل ان يبلغوا سن الخامسة حيث بلغ متوسط العمر المتوقع 49.3 سنة.
 
وفي ظل قيادة قابوس للبلاد  نما اجمالي الناتج المحلي  العماني من 256 مليون دولار في عام 1970 إلى أكثر من 80 مليار دولار. اما اليوم هناك 1،230 مدرسة، وانخفضت نسبة الأمية بين الكبار إلى 5.2 في المئة. وتشغل عمان حاليا 59 مستشفى، ومتوسط العمر المتوقع قد ارتفع إلى 76 عاما.
 
وطوال التحول الدراماتيكي في عمان، أضاف السلطان قابوس لمسة شخصية يشارك فيها بشكل مباشر في مسائل تتراوح بين اللوائح المتعلقة بكيفية  غسل  العمانيين سياراتهم وتشجيعهم   لفتح  اعمال تجارية .وقد تركت لمسته الشخصية بصمة على العمانيين، الذين ظل ولاءهم  لقابوس حقيقي وملموس.
 
جمعة بن حسون، مالك حوض بناء السفن في مدينة صور العمانية  وباني السفن العمانية المصنوعة يدويا من خشب الساج، يتذكر يوم ان حثه السلطان على العودة إلى وطنه من الكويت وفتح محل له في وطنه واستطرد قائلاً: "لقد مكث معنا السلطان طوال الليل هنا وفي اخر المساء اعطانا حقيبة من النقود قبل ان يغادرنا".
 
 
 
 
 
سر الخلافة:
 
يقول الخبراء ان كل الخداع وراء تسمية خليفة السلطان كان عن قصد  .ويعتقد أن صحة السلطان قابوس  قد ساءت  منذ عام 2014، وأمضى شهور للعلاج في  ألمانيا  ونادرا ما يظهر في المناسبات العامة على مدى السنوات الثلاث الماضية..ووفقا للخبراء، هناك 85 فردا من الذكور هم ورثة شرعيين لقابوس ، ينحدرون من عائلة السعيد ،العائلة المالكة ذات الابوين العمانيين.
 
وبموجب الدستور الحالي، سيقوم مجلس الأسرة باختيار خليفة في غضون ثلاثة أيام من وفاة قابوس. واذا فشلوا في التوافق في الآراء على اختيار خليفة فان السلطان قابوس قد ترك وراءه ظرفين مختومين  موقعين منفصلين في جميع أنحاء البلاد، كل منها يحمل اسم خلفه المفضل. أي ان واحد من 85 يمكن أن يكون وريثا  للسلطان قابوس بعد موته.
 
 
 
الجدير بالذكر ان "الأسرة الحاكمة لديها تاريخ من الأمراء والأشقاء الذين تصارعوا على السلطة حتى ان بعضهم  قتل بعض . فإذا لم يكن الخليفة واضح ومعروف فان العديد من الجهات الفاعلة ستدفع  افراد الاسرة ضد بعضها البعض  كما يقول أحمد المخيني، محلل سياسي عماني: "إذا لم يكن هناك خلف واضح، بطريقة  تجعل من النظام أكثر استقرارا". حيث انه على مر السنين، كان قابوس قد بذل قصارى جهده لعدم كشف نواياه في  تفضيل أحد الأقارب الذكور على آخر.
 
ومع ذلك، فإن المراقبين غالبا ما يسمون ثلاثة مرشحين مفضلين: أسعد، وشهاب، و هيثم بن طارق، أبناء عم السلطان قابوس. وحتى وقت قريب، كان عدد قليل منهم يتمتع بخبرة مباشرة في مجال الحكم. وفي 3 مارس / آذار الماضي  أصدر قابوس مرسوما ملكيا يقضي بتعيين أسعد بن طارق نائبا لرئيس الوزراء، وهو مثال نادر من إشراك العائلة المالكة في شؤون الدولة، وإشار بعض المحللين الى أن أسعد، الذي يناهز عمره 60 عاما  قد يكون اسم السلطان المقبل. بيد ان  الدبلوماسيين والمحللين الغربيين  يرون ان ذلك  الاجراء كرمية على العمياء".
 
مفترق طرق إقليمية:
 
يقول المراقبون إن ميل قابوس للسرية ليس ناتج فقط عن مكانته الشخصية وتجنبا للمشاكل العائلية، بل ان تلك السرية هو رد فعل لموقع البلاد  على حدود مضطربة خاصة ان حدود  عمان متاخمة للمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة   وعلى بعد 35 ميل  من ساحل إيران.
 
وقد حافظ قابوس على حياده على مدى عقود في حين  تلعب القوى الإقليمية المختلفة ضد بعضها البعض.
 
وتحافظ عمان على علاقات سياسية واقتصادية قوية مع ايران، وهى شريك تجارى قديم، فى الوقت ذاته  تقيم عمان  علاقات كاملة وودية مع السعودية منافس ايران  المرير .
 
وقد استفادت عمان من موقفها الجغرافي والسياسي بين شبه الجزيرة العربية وإيران حيث عملت كوسيط  بين دول الخليج العربية، والغرب، وإيران، وقد ساعد ت أيضا على التوسط في اتفاق إيران النووي 2015. كما ان تسمية خليفة لقابوس  يعني هذا فتح الباب على مصراعيه    أمام كل من السعودية أو الإمارات أو إيران لاحتواء  السلطان المقبل أو استخدام ثرواتهم أو وكالات استخباراتهم  لترغيبه او ترهيبه.
 
"ليس سرا أن ان هناك نصورات سلبية من قبل دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى حيال  نمو علاقة  عمان مع إيران "،كما  يقول المحلل جيورجيو كافيرو:، مدير شركة الخليج لتحليلات الدولية، وهي شركة استشارية في واشنطن.  "هناك فرصة جيدة ان يحاول اعضاء اخرون من دول مجلس التعاون الخليجي وخصوصا السعودية والامارات للضغط على السلطان الجديد، خليفة قابوس،  في تنفيذ سياسة خارجية أكثر انسجاما مع الرياض وأبوظبي وأقل انسجاما مع طهران ".
 
كما تحمي السرية تراث قابوس  المهم الآخر: موازنة مختلف القبائل والأقليات الدينية التي تتكون منها الدولة، قوات الامن وكذلك المحاكم ومجالس إدارة المدارس المحلية هناك توزيع حتى من المسلمين الاباضية قبائل الداخل والشيعة  والمقيمين العمانيين من شرق أفريقيا. فأي منافس لعرش السلطان قد يقضي بسهولة على هذا التوازن الدقيق.
 
تحد اقتصادي:
 
بيد ان  السرية المحيطة بوارث قابوس قد تبقي السلطان التالي غير مستعد وعلى نحو مفجع   لإمكانات البلاد المقبلة .
 
الأزمة: الاقتصادية:
 
وفقا لدراسات مختلفة، ستواجه عمان  نفاد من انتاج النفط في خلال 15 عام القادمة ، وتحتاج عمان ان يكون سعر برميل النفط نحو 55 دولار من اجل  دفع مرتبات القطاع العام. وحتى عندما يحوم  سعر برميل النفط نحو 55 دولار او اقل فان ذلك يشكل معضلة للاقتصاد العماني.
 
ففي عام 2011، اندلعت احتجاجات قاتلة في عمان بسبب نقص الوظائف والفساد غير ان قابوس قد تجاوب  مع المتظاهرين بزيادة التوظيف العام  ورفع الرواتب والمكافئات التي لاتزال الحكومة تدفع ثمنها.
 
ولهذا فان المحللون بشكل عام  والعمانيون  على وجه الخصوص قلقون  كيف ان السلطان الجديد عديم الخبرة، وواحد من الذين  لم يستعدوا  لهذا المنصب وحريص على كسب  مصداقية الجمهور ، كيف ستكون ردة فعلة  حيال  تزايد عدد الباحثين عن العمل إذا كان الاقتصاد راكد وغير قادر على رفد مشاريع للدولة فان ذلك سيؤدي في نهاية المطاف  الى انفجار اجتماعي.
 
 يقول المحلل السياسي المخيني: "اذا لم تكن للسلطان الجديد  نفس مصداقية  السلطان السابق  فان ذلك سوف يخل بالتوازن القائم في البلاد" .
 
وأشار دبلوماسيون غربيون إلى تزايد  عسكرة قوات الأمن في عمان، فهم قلقون بان أي تحد لحكم السلطان الجديد الذي يعاني من هبوط اقتصادي  قد يواجه بالقوة.
 
يقول دبلوماسي غربي مقره في مسقط: "إذا كان السلطان القادم ضعيفا، فمن المحتمل أن يعتمد بشكل كبير على الجيش وأضاف فان مجرد سوء فهم او القاء صخرة على المتظاهرين كفيل باشعال الشوارع بالنيران"
الأكثر زيارة