قصة نجاح عامل نظافة في عدن : نال البكالاريوس بتفوق ويتطلع لنيل الشهادات العليا
الأحد 8 اكتوبر 2017 الساعة 02:59
اقراء ايضاً :
id="cke_pastebin"> من الصفر بدأت قصة نجاحه .. نموذج فريد ورائع للنجاح .. وبقوة العزيمة والإرادة الصلبة تحدى العراقيل والصعاب .. أصر بعزة نفس وكرامة على أن يواصل تعليمه الثانوي والجامعي .. وحاول أن يتغلب على الفقر ومرارة الأيام التي ذاقها بعد وفاة والده ، فعمل في صندوق النظافة والتحسين لكي يصون ماء وجهه ولايمد يده لمن قد يعطيه أو يهينه .. كان يجنّد راتبه الضئيل لكل ما يحتاج إليه من أجل دراسته .. لم ييأس ولو للحظة واحدة ولم يخضع للظروف القاسية ولا لصعوبة مهنته ووضعه الوظيفي كعامل نظافة في الميدان .. بل تجاوز كل هذه المعوقات بالتوكل على الذي خلقه وبالصبر والتحدي والأمل .
 
      التقيته في المعلا ووجدت نفسي أمام شخصية مثقفة عالية الأخلاق ومستوى جيد من سمو التفكير ، وكان معه الحوار التالي :
 
                 البطاقة التعريفية
 
 
 
   ــ هل يمكن تعريفنا بنفسك ؟
 
 - منصور جابر سالم عبدالله ، من مواليد عدن عام 1992 م ، أمارس مهنتي كعامل نظافة في منطقة المعلا منذ عام 2008 م أي منذ عشر سنوات حصلت خلالها على شهادة تقدير من الصندوق بمناسبة يوم العمال العالمي عام 2012 م .
 
  ــ ماهي مؤهلاتك الدراسية الحالية ؟
 
 - بكالاريوس خدمة اجتماعية ـ كلية الآداب ـ جامعة عدن دفعة العام الدراسي 2017/2016  م ولدي دبلوم كمبيوتر .
 
 
 
 
 
                 بالإرادة تتولد مكونات القوة
 
 ــ ماهي قصتك ؟
 
 - منذ وفاة والدي حين كنت في الصف التاسع أساسي مررت بمحطات تعب كثيرة في حياتي وكنت أفكر في ترك الدراسة لكن تشجيع أمي وإخواني وخالي كان حافزاً لي أوجد لدي إصراراً على مواصلة الدراسة والوصول إلى هدفي ، فمن العزيمة والإرادة والثقة بالنفس تتولد مكونات القوة التي هي الصبر والثبات والاستمرارية .
 
ــ كيف كنت توفق بين العمل والدراسة ؟
 
  - مهنتي شاقة وصعبة للغاية لكنها لا شك مهنة إنسانية جليلة تخدم المجتمع وتحافظ على صحة البيئة لذا اخترت مجال الخدمة الاجتماعية في دراستي الجامعية ، وهي حقيقة دراسة متخصصة لخدمة الفقراء والأيتام والمرضى وغيرهم من المستضعفين في الأرض، وإجابة على سؤالكم فقد كنت أدرس صباحاً وأعمل بعد الظهر وأذاكر ليلاً ، يعني نشاط يومي مرهق .
 
 
 
 
 
 
 
          بالشهادة الجامعية ارتفع سقف أحلامي
 
ــ كيف كان شعورك عند نجاحك وحصولك على البكالاريوس ؟
 
 - بالطبع شعرت بالسعادة وزادت ثقتي بنفسي وارتفع سقف أحلامي في أن أواصل دراساتي العليا من أجل أن أقدم لأهلي وناسي وبلدي خدمات نافعة .
 
   ــ ماهي العراقيل التي واجهتها في طريقك ؟ ولماذا اخترت المعلا مكاناً لعملك بدل دارسعد حيث سكنك ؟
 
 - العراقيل كثيرة يصعب الخوض في تفاصيلها .. ولكن أي إنسان يريد النجاح عليه أن يتوكل أولاً على خالقه ثم الوثوق بنفسه ليتجاوز كل التحديات والصعاب التي حتماً ستواجهه ، أما لماذا اخترت المعلا موقعاً لعملي فهو للابتعاد عن بعض الحرج من ضعاف النفوس في منطقة سكني .
 
  ـ هل طبقت عملياً ماكنت تدرسه ؟
 
  - أثناء الدراسة كان هناك تدريب ميداني لاكتساب مهارات الاختصاصي الاجتماعي ، وقد نزلت إلى بعض المدارس وتعاملت مع الشريحة الطلابية، وفي المجال الطبي قمت بدراسة حالة طفل مصاب بثقب في القلب وعملت على مساعدته أولاً في الخروج من محنته نفسياً وكان لي دور الوسيط بين حالته المرضية والمؤسسات الطبية ونجحت في إيجاد العلاج المجاني له وكذلك فعلت مع حالات مرضية أخرى . وأيضاً حالة ( يتيم ) أجريت بحث اجتماعي بخصوصه وتمكنت من تسجيله في إحدى المؤسسات الخيرية للحصول على إعانة شهرية وموسمية له ومتابعة وضعه الدراسي وتوفير مواد غذائية لأسرته من تاجر متبرع وكذلك بعض الاحتياجات الأخرى .. وهناك حالات أخرى عديدة مماثلة لا يتسع المجال لذكرها .
 
 
 
                أربع رسائل
 
  ـ  أخيراً ماهي الرسائل التي تود أن توجهها ؟
 
  - هي أربع رسائل :
 
  الأولى : رسالة شكر إلى كل من وقف إلى جانبي في رحلتي وساندني وأخص بالذكر أمي وإخوتي وخالي وشخص لا يرغب أن ذكر اسمه .
 
 الثانية : رسالة إلى قيادة الصندوق ممثلة بالمدير العام التنفيذي الحاج المهندس القدير قائد راشد أنعم المعروف باهتمامه الكبير بالمتميزين من كوادر الصندوق للنظر في وضعي الوظيفي بما يتوافق ومؤهلاتي وإمكانياتي ، ومساعدتي في استكمال دراساتي العليا .
 
 الثالثة : إلى الزملاء الذين قست عليهم الظروف ،أن ينظروا إلى الحياة بتفاؤل وأمل .
 
 الرابعة : إلى مجتمعنا المحلي الذي يجب أن يغير نظرته السلبية نحو عمال النظافة الذين يقدمون خدمات مجتمعية إنسانية جليلة يستحقون أن ترفع لهم القبعات احتراماً وتقديراً .
 
       
 
 
 
 
 
 ختاماً : كانت هذه قصة من أروع قصص النجاح حققها منصور جابر سالم في رحلته التي تجاوز فيها كل المحبطات بثقة واقتدار وصبر وخطوات ثابتة بعيداً عن مصطلحات ومفردات اليأس والقنوط واثبت لمن حوله أنه بالعزيمة والإرادة استطاع الوصول إلى ما يريد .