صلاح حيدرة
الأحد 19 يوليو 2020 الساعة 00:14
الغروب الدامي ..لحزب الإصلاح
صلاح حيدرة

تشير بوصلة الأحداث الى الهدف القادم لتحركات قوى التحالف وأذرعه ...فالمعركة القادمة يبدوا أنها ستكون في مواجهة. حزب الإصلاح ..
وأن مسرح تلك المواجهات سيكون  في  مدينة تعز التى تعد  أكثر الخيارات المرشحة للموجهات بين أجنحة ما تسمى بالشرعية..ذلك لما لها من ثقل جيوسياسي .... وهي تعد الحاضنة السياسية لحزب الإصلاح منذ بدء الحرب تحديداً حيث عمل هذا الحزب جاهدا على تسعير الخطاب الديني والقومي لحشد الشباب الى معسكراته ..


ووضع سلاحه في خاصرة خصومه في داخل المدينة من السلفيين واليساريين وأخيرا المؤتمرين ..وظل مرابطا في معسكراته متوخيا أي مواجهات مع قوات صنعاء منتظراً خصومه  تولى الأمر وفق شروطه هو وكأن مؤملاً من وراء تلك السياسة  أن يخرج من هذه الحرب بأقل الخسائر وأكثر المكاسب بل أن يخرج منها وهو الطرف الأقوى لكن سياسته تلك ومراوغاته رصدت ..والكثر من الإجراءات والأحداث التى جرت  كشفت نواياه ..وسرعان ما بدأ التحالف بتحشيد موازي له حيث  طرد الحزب  كليا تقريبا من الجنوب وحصره  في مأرب ..وألب عليه خصومه نتيجة سياسة البديل التي كان يأمل في تطبيقها مستقبلا كحاكم قوى وووحيد  يسيطر على المهشد السياسي لكن أحلامه  -حزب الإصلاح-تحطمت تقريبا  ...وضاقت  عليه مساحة المناورة وتزايدت  دائرة إستهدافه أكثر .


فمنذ  وضعت خطة  نزع مخالب حزب الإصلاح على طاولة التحالف صار بين خيارات كلها مرة ..


الأحداث الأخيرة في تعز ومأرب  تعطي إنطباعا حول الأسلوب المتبع الذي أتخذه التحالف للقضاء على أمال وتطلعات هذا الحزب وهو يدفع  ثمن أطماعه حيث يتم إستفزازه  من وقت لآخر  الى التصرف 


بشكل هستيري يخرجه إلى حلبة المواجهة المباشرة ويعرضه للإدانه الأمر الذي فقد فيه الكثير من حاضنته لتليها مرحلة تركه لملاقاة مصيره ..


-مرحلة السقوط-
تصاعدت الأحداث الأخيرة ...بوتيرة عالية  في ظل فقدان الإصلاح للحلول الدبلماسية أو العثور على حليف محلى موثوق  أو خارجي قادر على النفاذ الى الداخل اليمني .


وبات حزب الإصلاح أكثر إنفعالا وحساسية إزاء الأحداث الأمنية والسياسية ...يتصر عسكريا في كل موقف 
وهو ما  يشير إلى أن الوضع مع الحزب دخل مرحلة المواجهة العسكرية التى رسمت له  ..


فإقدام  مجاميع مسلحة تابعة لحزب الاصلاح يوم الخميس على إقتحام مبنى محافظة تعز وذلك على إثر خلافات نشبت حول تقاسم إيرادات المحافظة.. أحد تلك المؤشرات التى تعكس الحالة الداخلية للحزب 


فالمجاميع المسلحة التى قادها  القيادي الموالي لحزب الاصلاح عبدالحكيم الشجاع قائد القطاع السادس باللواء 22 ميكا عمدت الى  طرد الموظفين بالقوة وأطلاق الرصاص لإجبار الموظفين على الخروج وإغلاق مبنى المحافظة تحت ذريعة تأخر صرف رواتب الجيش 


ما هي إلا ذريعة لتفجير الوضع قبل أن يكمل خصمه تجهيز  نفسه . للمواجهة الفعلية 
حزب الاصلاح الذي  يسيطر على وسط مدينة تعز..يبدي قلقه  من إهتمام قوى التحالف بتسليح وتحشيد خصومه من كل إتجاه لمحاصرته في مناطق محدده الأمر الذي دفع به  إلى البحث عن موطئ قدم يفتح له خط إمداد ..فقام بإستحداث معسكرات له في أكثر من جهه ...آخرها مديرية التربة حيث يسعى الى نقل ثقله العسكري اليها ليجعل مسألة القضاء عليه  عصية ..
والأمر ذاته يتم في محافظة شبوة ومأرب حيث يشعر الحزب بانه قد إحيط به من كافه خصومه ..فظهر ذلك في  حدة الخطاب والتمترس وراء شعارات الشرعية  لخوض معركة المصير .
في المقابل فأن خصومه يعودون الى إستخدام الورقة السياسية كلما أقدم الحزب على إستعراض عضلاته .لإدانته أكثر  وسحب قواعده وحواضنه تحت وطأة التخويف من عواقب مأساوية قد تطالهم نتيجة تصرفات الحزب.
وهنا نستشهد بما قام به من  مواجهة قبيلة آل سبيعيان في مأرب أو أقتحامه المكاتب الرسمية في تعز  حيث أستغلت سياسيا من قبل خصومه لإبعاد مناصريه مما هو قادم
فقط شهدت عدد من محافظات اليمن تنديدا بتلك الجريمة التي ارتكبت بحق آل سبيعيان.. وعقب إقتحام مكانب السلطة المحلية في تعز  تستعد بعض القوى والاحزاب السياسية   لتنظيم مظاهرة شعبية ضد تلك السلوكيات و
رفضا لقرار تعيين قائد للواء 35  المحسوب على حزب الإصلاح....هذا القرار ريما سيكون صاعق المواجهة الأخير ..إذ  لا يستطيع الحزب تجنب تلك المواجهة التى تم الإعداد  لها جيدا..فهو لا يستطيع التخلى عن طموحاته أو تقديم تنازلات تمنح خصومه فرصة للإستقواء عليه ..بل يرى أن  الإكتفاء بما لديه حاليا سيز يد خصومه قوة سياسية وعسكرية وتاجل الحرب الى مرحلة يكون فيها غير قادر على حسم المواجهة لصالحه .
فالتظاهرة التى يشارك فيها كافه خصوم الحزب  كالتنظيم الوحدوي الناصري و المؤتمر الشعبي العام  والحزب الإشتراكي  والتى ستخرج حسب المصادر في مدينة التربة جنوب مدينة تعز 
يقرأها حزب الإصلاح أنها مظلة لحشد المقاتلين  لتفجير الأوضاع في مدينة التربة بهدف السيطرة عليها...كما يردد أعلام الحزب وقد لا تكون كذا لك في الوقت الحالي لكنه 
يستبق تحركاته بتلك التحليلات 
وتشهد مدينة التربة توترا  أمنيا وعسكريا  منذ أشهر 
وفي حال انفجر الوضع عسكريا هناك فسيكون الاصلاح في مواجهة  كتائب ابو العباس المصنف على قوائم الإرهاب ومسلحي ما يسمى حراس الجمهورية -المؤتمرين -الذين تدعمهم دولة الإمارات وكذا معسكرات الناصري والإشتراكي ..المدعومة خارجيا 
فيما يقع حزب الإصلاح في مأرب  بين كماشة قوات صنعاء وقوات المجلس الإنتقالي والقبائل الموالية  للمؤتمرين  وبعض المعسكرات التي ينظر اليها أنها تتبع تيار هادي .
ليجد حزب الإصلاح الذي بارك التدخل الخارجي  وأستعداء الجميع نفسه في معركة كان بحسب مراقبون يعد لها على المدى البيعد أي بعد أن يستتب له الأمر حال أنهزم طرفي المؤتمر وأنصار الله  وأخضع الجنوب لسلطته ..حيث كدس السلاح والمال وتجنب الزج بمعسكراته في الحرب إلا بالقدر الذي يبعد الشبة عنه ..لكن الامر لم يمض وفق ما أريد و سرعان ما تم كشف تطلعاته فشرع كافه خصومه في الإعداد للقضاء عليه ..فغدا على قائمة الأولويات التى يجب التخلص من خطرها من وجهة نظر التحالف وخصوم الحزب  من باقي المكونات السياسية 
وهنا ينطق المثل القائل أكلت يوم أكل الثور الأبيض...فكل الأطراف التي أستنكفت مشاركة حركة أنصار الله في إدارة البلاد عقب إتفاق السلم والشراكة  وذهبت لمباركة التدخل الخارجي ..جميعها على موعد مع نهايات مؤسفة إذ يتم تحديد سقف طمحاتها وتطلعاتها السياسية من قبل قوى خارجية ..لا تريد أن ترى في اليمن قوى خارجة عن سيطرتها أو تحكمها .. أو ان يكون لها أهداف مغايره لما يرسم لها ... لقد رسمت ممارسة حزب الإصلاح صورة سوداوية في الذهنية العامة للمجمتع اليمني وبات الغالبية تأيد أي تحرك من أي طرف ضده ..سياسة الإقصاء التى إنتهجها وحرب التشكيك بالآخر أكسبته عداوة كل المكونات السياسية..وهو الآن يجنى ثمار أنانيته التى كانت أحد أسباب الوضع الكارثي الذي  حل باليمن واليمنيين