صالح المنصوب
الاثنين 9 اكتوبر 2017 الساعة 11:09
دموع تشارك بائع البيض
صالح المنصوب

 قادم من مدينة زبيد بمحافظة الحديدة للبحث عن لقمة العيش ،في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها اليمن. علي الصغير  الزبيدي طفل يبلغ 15 عاما ، لمحته من بعيد عندما قررت ان أزور وادي القرية بعد شهور من الغياب ، واذا بي أرى طفل يردد شعار البيض البيض ويحمل طبقا من البيض  بين يديه ، يلفت يمينا وشمالا ، لعله يرى زبون لشراء سلعته ، من بعيد اصبت بالصدمة والوجع لحال الطفل  .

 اقتربت منه ، وقلت له كم تكسب باليوم ، رد عليا بجواب يحمل حرقة  ؛ انا خسران اليوم ، قلت له هل لديك اخ كبير وكم اسرتك اجابني لديا أب واخوة صغار واخوات  واعمل من اجلهم لعلي اجمع حق الدقيق ,جعل الدموع تنهمر من عيوني ، وانطلقت لعنتي  لحال الطفل على كل المنظمات التي تدعي  الإنسانية والحكومة والاثرياء والمترفين ، الذين لم يتلمسوا هموم هؤلاء المتعبين الذي يعلم الله ماتعيشة اسرهم من معاناة،  الطفل منهك شفتاه جافه وثيابه الممزقة وحالته الموجعة يرثى لها من له قلب يحمل الرحمة، توحي ان الطفل مثقل بالهموم وورائه أسرة متعبة .
 دخلت معه في الحديث وشرح لي معاناتهم وحال اسرتهم ، فزاد من حزني ودموعي ، شعرت ان الإنسانية والرحمة والشفقة قد دفنت ، وحب الما قد جرد الكثير من انسانيتهم، قبلت رأس الطفل وقلت له انت شرف لنا لإنك تكافح من اجل اسرتك .
عدت الى المنزل وانا في الطريق ظلت صورة الطفل أمام عيني مشهد لم يفارقني وتشاركني دموعي الذي كانت جامدة ، ودخلت في التفكير الحزين عن حال مثل هؤلاء ، فلو كانت فينا شفقة لما عانى هؤلاء، محافظة الحديدة وغيرهم أشد معاناة أشفقوهم. وقدموا لهم حتى وأن رأيتموهم يعملون لاتبخلوا بمساعدتهم ، حتى يرحمكم الله ويزيدكم رزقا من فضله .