سمية الفقيه
الجمعة 8 سبتمبر 2017 الساعة 18:33
ما أسهل الجوع على المتخمين
سمية الفقيه
 
يستحيل على المتخمين أن يعرفوا معنى صراخ الأمعاء، وأنين البطون المسحوقة جوعا..يستحيل على المترفين أن يعرفوا عذابات المنهكين وجوع البؤساء، حين يصبح الرغيف، رقمًا صعبًا في حسابات المتخمين بأوجاعنا، في حكومتي الداخل والخارج،وقد داسوا على انين الجائعين ،لم يقطعوا الأعناق ،وحسب،بل حتى الأرزاق اغتالوها لعام كامل.ويبدو أن أعوام الجوع ستتوالى لحاقًا ،مادام ضميرهم الميت ،هو سيد الموقف.
صحبح أن الرصاصة بجبروتها ،قتلت اجسادًا، ودمرت مدنا،إلا أنها لم تستطع أن تحني أرواح اليمنيين،بل زادتنا اصرارا على التمسك بالحياة .. ولم تستطع الحرب،خلال ثلاثة أعوام أن تفقدنا العزيمة والثبات..وكنا مستعدون أن نحتمل لألف عام حتى يتبين الخبط الأبيض من الأسود من الوطن.
شيء واحد فقط،ورعب واحد فقط،ومذلة واحدة فقط،تلك التي كسرتنا، وفتت أرواحنا، وانبتت في نظراتنا الهزيمة.. ،إنه الجوع،وقطع الارزاق ،الذي بدوره قطع صمام الكبرياء للمواطن اليمني بعد أن عجز كليًا عن توفير الخبز له ولأبناءه ومن يعول، وباتت مأساة قطع الرواتب حربًا شرسة قتلت اليمنيين جوعًا وحرمانًا ومذلة، وباتت ضحاياها، أكثر بكثير ،مما فعلته الرصاصة والبندقية، في حرب الكراسي والمناصب والأحقاد والعنت العظيم.
أصحاب الكراسي،فجروا رغيف البسطاء، بأعيرة نرجسيتهم.. لغموا زاد المحتاجين،ببارود أطماعهم ، فتتطاير شظايا وحممًا في أمعاء الجوعى ،أحرقتهم حتى آخر رمق.
مئات الآلاف من الأسر تجوع بصمت قاتل..مئات الآلاف من عزيزي النفوس يختنقون، ويموتون الف مرة مع كل زفرة وزفرة، وقد اذلهم الجوع والحاجة،و سحقت كراماتهم تحت أحزمة المتخمين بأوجاعنا ،ونحن نحيا مهانة واذلال لم يسبق لها مثيل في تاريخ الشعوب.
فأين هم أولئك الذين كانوا ينادون بحق اليمني بالحياة الكريمة، والعدل والمساواة؟ أين هم اولئك الذين كانوا يتشدقون بيمن خال من البؤس،بينما زادونا بؤسا؟
أين أنتم من كل هذا العذاب والألم والأنين الذي يحياه الموظف اليمني أم ان صمت القبور قد طغى على جميع حواسكم؟ وكيف يهنأ لكم عيش،وملايين اليمنيين قد اكل منهم الجوع وشرب ..وقطع الأعناق،ولا قطع الأرزاق.
و ماا أسهل جوعنا، على المتخمين بدماءنا،و بخواء أمعاءنا ومعاناتنا وجراحاتنا والأنين!!!
الأكثر زيارة